إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عمّان القديمة .. أدراج بألوان الفرح وجداريات تعكس أحلام الشباب


خالد سامح
الجداريات الكبيرة، وطلاء وتزيين الأدراج برسومات مختلفة، مشروع تجميلي ترعاه منذ سنوات قليلة أمانة عمان الكبرى، وذلك بمبادرة تطوعية لمجموعة من الشباب الأردنين، والمشروع الذي انطلق من وسط البلد والعبدلي وجبل القلعة يهدف الى إيصال رسائل فنية إيجابية من خلال التطوع لنشر الألوان والفنون في شوارع عمان وعلى أدراجها بحسب ما أعلنت أمانة عمان، وتتضمن بعض الجداريات رسائل فكرية وانسانية تتعلق بالواقع المحلي والعربي والارتقاء بوعي الشباب من خلال فن «الجرافيتي» المنتشر عربيا وعالميا.
فكرة حضارية
رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأسبق الفنان رائد الدحلة رحب بالفكرة مشيرا الى أنها فكرة مطبقة في اوروبا والكثير من الدول التي تحترم الفن التشكيلي وتحاول تكريس الثقافة الفنية في المجتمع، وأضاف «في الواقع هي فكرة حضارية من شأنها أن تكسر روتينية المشهد في عمان التي باتت غابة من الاسمنت وغابت عنها اللمسات الابداعية والجمالية، كما أنها تساهم في التعبير عن آراء وأفكار الفنانين الشباب وايصال رسائلهم الى المجتمع بأسلوب جمالي وحضاري بنّاء».
وأكد الدحلة أن الجداريات اذا ماتم انجازها بصورة احترافية مدروسة فان من شأنها أن تشكل اضافة جمالية لافتة تنعش النظر وتؤسس لحالة دائمة من الاحتفاء بالفن والابداع، وتمنى الدحلة أن تتطور التجربة وأن تنتقل الى باقي أحياء عمان لا بل الى باقي المدن والمحافظات الأردنية.
الجرافيتي..رسائل انسانية ووطنية
رسومات أدراج وجدران عمان لم تأخذ طابعا تزيينيا بحتا، فبعض الرسومات التي تغطي مساحات واسعة من الجدران تحمل العديد من الرسائل الفكرية الانسانية لابل والسياسية، وذلك بتأثير من موجة فنون»الجرافيتي»أي الرسم على الجدران التي انتشرت في العديد من المدن العربية لاسيما بعد انطلاق ثورات «الربيع العربي» كالقاهرة وبيروت وتونس وغيرها من المدن، فقد بات فن «الجرافيتي» جزءًا أصيلا في الحراكات الشعبية عاكسا آمال وطموحات ورؤى الشباب العربي في قضايا مختلفة كحرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية وحقوق المرأة والطفل والانفتاح الثقافي ومواجهة التطرف والعنف ومحاربة المخدرات وغيرها من القضايا التي تشغل الشارع العربي حاليا.
يستخدم الجرافيتي غالباً لإيصال رسائل سياسية و اجتماعية، وكشكل من أشكال الدعاية. ويعتبر أيضاً أحد أشكال الفن الحديث ، ويمكن مشاهدته في صالات العرض العالمية، وفي عمان تحاول «أمانة عمان الكبرى» تنظيم ذلك النوع من الفن والتعاون مع الفنانين ذوي الخبرة لمنع المظاهر الفوضوية في ذلك المجال.
مخاطبة الوجدان
وترى التشكيلية منال النشاش أن الفنان يحمل مسؤولية توصيل رسالة هادفه وتتمثل بعمله الذي يقدمه ان كان منحوتة او لوحة اوجدارية كتلك التي تنفذ بتوجيه ورعاية من الجهات المعنية بامانة عمان وتقول «بما ان العيون تنقل الصورة وتعكس حالتها على الفرد فمن هنا كانت روعة فكرة رسم الجداريات في المناطق المختلفة والادراج في عمان واتمنى ان تعمم في كل المواقع والمحافظات بالرغم انها موجودة في بعض المحافظات وهذا ليس للتجميل فقط ولكن هذه الجدران الاسمنتية القاسية كم ستتغير بعد ان تحمل رسالة انسانية بصريه للمارة او المتواجدين او حتى الزوار وحتى للمتوقفين بسيارتهم ويكاد يخنقهم ارهاق الانتظار وكم ستعكس صورة حضارية تخاطب وجدان الانسان في موقع ومكان، فما اجمل ان تتحول تلك الجدران الصماء الى رسائل حياة تحمل الوجدانيات والحضارة والمخاطبة الراقية للروح الانسانية».
مبادرة جمالية
مصادر في أمانة عمان الكبرى أكدت أن الأمانة تدعم وتتبنى كافة المبادرات التي لها تماس مباشر بمظهر مدينة عمان بيئياً وجمالياً، لافتا النظر إلى أن هذه المبادرة تعتبر ترسيخا لشعار (أمنا عمان) الذي اطلقته الامانة في وقت سابق، واشارت المصادر الى نجاح هذه المبادرة يعتبر حافزاً لتعميمها لمواقع مختلفة، حيث تم تنفيذها العام الفائت على أدراج اللويبده والعبدلي القديمة وسيتم التنسيق لاحقاً لتنفيذها على ادراج اخرى.
أدراج عمّان..ألفة وحميمية
تضم منطقة جبل عمّان وحدها 26 درجا قديما بعضها لازال محافظا على معماره المميز واحجاره المتماسكة والتي شهدت تحولات عمّان وقدوم عائلات وعشائر من شتى المناطق اليها، الأدراج ارتبط الكثير منها بأسماء عائلات كدرج الكلحة ودرج السرور وغيرها، جمعت تلك الأدراج الأردنيين من كافة أصولهم الجغرافية وطبقاتهم الاجتماعية في حميمية وألفه منقطعة النظير.
وربما تكون أدراج جبل القلعة هي الأقدم على الاطلاق فأحدها -وهو مقابل تماما للمدرج الروماني- أشارت العديد من المصادر أنه يعود لزمن الرومان وأن المهاجرين الشراكسة في نهايات القرن التاسع عشر قاموا بترميمه واعادة تأهليه وانما باستخدام الطوب الطيني وقد قامت أمانة عمان قبل سنوات باعادة تأهيله ورصفه وتبليطه كاملا، كما يضم المهاجرين وهو أقدم حي في عمان ويعود للعام 1889 عندما أسسه المهاجرون الشراكسة كذلك وأقاموا فيه عددا من الأدراج اختفى بعضها وبقي الآخر شاهدا على اصرار وعزم العمّانيين في تحدي الطبيعة القاسية وتطويعها.
أيضا تضم منطقة العبدلي وجبل الحسين مجموعة كبيرة من الأدراج التي يتجاوز عدد درجات بعضها المئتين، وقد رمم الكثير منها خلال السنوات الماضية، كما تضم مناطق قديمة أخرى مثل جبل التاج والأشرفية وجبل الجوفة العديد من الأدراج المتفاوتة في طولها.(نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :