عمان جو - بقلم : معالي نصوح المجالي 

وداعا ابا سهل والى جنان الخلد باذن الله، فمثلك قليل في الرجال.رب رجل بالف رجل قالتها العرب قديما، ورب اخ صديق ولدته الايام ولم تلده امك، ذلك هوباشا الخلق والسياسة ومقارعة الرجال، اندفع نحو القيادة وخدمة الوطن والدوله بثقة وعزم،وتخطى كل صعب، وضل دائما هاديء الطبع صبورا يعرف طريقه وهدفه ولم يخذل يوما وطنه ولا اهله ولانظام بلاده ومليكه دابه داب عشيرته ومن قضوا قبله في خدمة الاردن، تعرض له البعض ولم يرد الاساءة بمثلها ، ملأ الساحة ردحا من الزمن مهندسا وقاءدا لسلاح الهندسة حيث كان لهذا السلاح دور مهم في معركة الكرامه، ورئيس اركان ناجح للجيش في فترة صعبة،ومديرا للامن العام ايضا في فترة صعبة ثم وزيرا ورئيسا لمجلس النواب عدد من الدورات ،حيث ساهم في ارساء التجربة البرلمانيه في انطلاقتها الثانيه ايما مساهمه، له ايادي بيضاء عند الكثيرين،ممن صعدوا بدعمه.

رجل دولة مجلي من طراز رفيع،ورجل خلق وموقف، بغياب امثاله من الرجال نحس ان الدنيا ضاقت فسحتها، وان ركنا عزيزا قد اخلى مكانه. تعجز كلماتي عن وصف حزني عليك ياابا سهل ايها الرفيق والصديق والقريب سنفتقدك لكننا نحتسبك عند الله في زمرة من عاصرنا من اخيار بلادنا،رفيقا للحسين الباني ولحابس الذي كان درعا للوطن،وللشريف زيد رفيق دربك ولهزاع ووصفي من عبدوا طريق ارادة البلاد بدماءهم وبذلهم، ومثلهم كثيرون من رفاق السلاح وخدمة الوطن ممن وضعوا الاردن في قلوبهم، وداعا ابا سهل كفيت ووفيت ولا يعرف قدر الرجال الا العدول من الرجال.

اكرمك الله في عليين من جناته واحتسبك من المحسنين الاخيار، فقدك مصاب كبير ومؤلم،ولاحول ولا قوة الا بالله، الذي جعل الموت كالحياة حق،وجعل العرفان بدور وفضل الرجال مستحق. 

اللهم اكرم عبد الهادي ابا سهل في جناتك وتقبله مع الخيرين من عبادك.