إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عودة داعش


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في العراق اعلن تنظيم داعش عن تبني عمليتي تفجير مزدوج ضخمين في بغداد وجوارها، وراح ضحيتها العشرات من القتلى ومئات الجرحى والمصابين. تفجيران تزامنا مع تنصيب بايدن رئيسا لامريكا،وبعد فترة طويلة امتدت لحوالي العام من الصمت والغياب الداعشي عن الساحتين العراقية والسورية.

وما يستجد ايضا من عمليات متقطعة لداعش في العراق وسورية، ويتبعها من مناوشات واحتكاكات عسكرية تشير الى ان التنظيم عائد بعد فترة هدوء وانقطاع ليكون لاعبا على الساحتين العراقية والسورية المتخمة بالازمات. وكما نفذ التنظيم قبل اسابيع عملية في سيناء المصرية وراح ضحيتها عدد من ضباط الجيش.وعودة داعش، وكما يبدو فانها مرهونة بعوامل ومعطيات اقليمية ودولية، ومن اهمها الوجود الامريكي في الشرق السوري « حوض الفرات «،وحسم الجدل في مطبخ القرار الامريكي حول الوجود العسكري في سورية والعراق من عدمه.

عودة داعش ما بين الرغبة الامريكية بالانسحاب الهاديء من مناطق شرق سورية حوض الفرات، ودعمها للقوات الكردية المسلحة والقواعد العسكرية الامريكية الموجودة هناك، واستراتيجية ملء الفراغ ما بعد الانسحاب الامريكي، واستراتجية الادارة من الخلف رفع القوات الامريكية عن الارض، فما هي القوة البديلة التي ستعوض الغياب الامريكي، ومع العلم ان المنطقة تزخر بالفصائل والقوى العسكرية الموالية لايران وحلفائها.

فهل سنسمع اخبارا عن عودة داعش لاحتلال مدن سورية وعراقية ؟ وهل ستعود داعش في امكانيات عسكرية ولوجوستية قادرة على صناعة حرب جديدة في المنطقة ؟ وقلب معادلة واقع الحال الذي فرضته سنوات غليظة من المواجهة العسكرية بين قوات الجيش السوري والقوات الكردية والجيش العراقي والجيش التركي في الشمال العراقي والسوري.

العمليات المتفرقة التي نفذها داعش في العراق وسورية ومصر تشير بكل التقديرات فان التنظيم ومرجعياته وعناصره لم يكونوا خلال سنوات الغياب الفائتة في « حالة سبات»، وبقدر ما كشفت عن اعادة بناء وتاهيل للنتظيم. ولربما ان السؤال المتصدر هل ان التنظيم ما زال يفكر بالدولة واقامة الخلافة واحياءها على وجود جغرافي خرائطي ، ام انه غير من استراتيجاته لتتقصر على العمليات الجهادية ؟

التنظيم فشل في اقامة الدولة. ورغم كل ذلك، فمازال يملك قدرات تنظيمية وعناصر جهادية،و قدرة ايضا على لملمة صفوف مقاتليه الموجودين على الساحتين السورية والعراقية والاقليمية، ومن بقاع الكرة الارضية. وولادة جديدة للتنظيم على مسار الولادة الاولى في قيادة ابو بكر البغدادي واحتلال الموصل وانطلاق فيما بعد لاحتلال والسيطرة على مدن سورية وعراقية.

فهل سيعود داعش بقوة، وباستراتجية وتكتيك جديد، واستراتجية مغايرة، وتتلاءم مع المتغيرات الاقليمية والدولية ؟ وبقدر ابعد من عودة احياء فكرة دولة الخلافة، فهل سيعود التنظيم لينتقم ويثار من هزيمة وخسائر 2017 التي لحقته في العراق وسورية ؟

من يقول ان الارضية والبئية الامنية والاجتماعية والسياسية لا تصلح لعودة داعش في العراق وسورية، فاظنه مخطيء وواهم في التقدير والتخمين، والاستقراء الاستراتيجي. وبالاضافة الى ان حسابات قوى اقليمية ودولية مازالت صالحة لاحياء داعش لتعلب دور «الورقة الحمراء « متباين في خدمة الخصوم والفرقاء في ازمات الاقليم.

من بعد عمليات داعش الجهادية الاخيرة في العراق وسورية ومصر فان السؤال ينسحب حتما عن عودة داعش. واذا ما صح من تقديرات وافتراضات سياسية ولوجستية عن شكل العودة ومدى اتساع امتدادها على ساحات دول الاقليم الملتهبة والمتخمة والمثقلة بالازمات والفوضى والحروب ؟ من سورية والعراق واليمن الى ليبيا ولبنان، والسودان.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :