إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

فيديو العبدلي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - يعيش الاردن بين القلق والامل في زمن الوباء. قلق يدفع شرائح اجتماعية عريضة للبحث عن مساحة تفاؤل وامل لعودة الحياة والاقتصاد والخروج من رحم ازمة كورونا وتداعيها. وان ثمة مسافة بين القلق والخوف والتفاؤل شاسعة وعميقة وتنمو وسطها غابات من الاحباط والاكتئاب العمومي والرعب من المستقبل.
فيديو قصير مدته الزمنية اقل من دقيقتين نشره الزميل المصور المبدع فارس خليفه من امام مكتب التشغيل التابع لوزارة العمل في العبدلي، طوابير وما يشبه حشودا من المواطنين عددهم يفوق الفي شاب يقفون على بوابة المكتب يريدون التسجيل للتنافس على 60 وظيفة عامل « تحميل وتنزيل» اعلنت الوزارة عن توفرها. المصطفون اغلبهم من حملة الشهادت الجامعية العليا بكالوريوس واعلى، وسدت دروب الحياة في وجوهم.. فاقدين للامل.
احلام لشباب عاطل عن العمل. تخرجوا من الجامعات منذ عشرات السنين. ومازالوا يحلمون في خطف فرصة عمل ووظيفة تسد وتوفر ابسط حاجات عيشهم اليومي. شاب على عتبة الثلاثنيات يقول : صرت استحي اطلب من ابوي ثمن باكيت دخان واجرة الطريق، تعبنا كثيرا من الانتظار.
حرب على وظيفة وفرصة عمل. الاف خرجوا من اجل فرص عمل محدودة العدد، والاعلان عن فرص العمل لربما لم يصل الى جمهور واسع من المواطنين قد يستفيدون من فرص العمل الستين، او ان بعضهم يقطن في اماكن بعيدة في الاطراف والمحافظات، ولا يملك القدرة على الوصول الى عمان.
حرب لم تعد سرية. الحزب الاكبر والجمهور الاكبر الذي ينافس جمهوري :» الوحدات والفيصلي هو البطالة والعاطلون عن العمل. الفيديو كشف قلقا دفينا من الواقع الراهن، وما يطبق على ظروف واحوال الاردنيين من تحديات وصعاب بالعيش والامان الاجتماعي، اريد وظيفة ابسط حق غرائزي وانساني، ولا توفره الحكومة!
ازمة البطالة لربما لم تكشف عن انيابها بعد. لحد بعيد مازال المجتمع يخفي اسرارا وكوابيس كورونا وما قبلها من سياسات اقتصادية حكومية انهكت البلاد والعباد. الحرب البطالة الجديدة من نوع مختلف وكاشف عن قلق عمومي من جمهور» عاطلين عن العمل « قذفتهم الحياة ومعدومي الامل والتفاؤل ولا يعرفون ماذا تخبئ الايام القادمة لهم؟
غياب العدالة خلق تمايزا اجتماعيا وطبقيا، ووسع من مساحة الهوامش المنسية في الاطراف والمحافظات. عقلية انانية اجتاحت النخبة وصناع القرار الاقتصادي والتنموي نقلت عدواها الى شرائح واسعة يقودها اليوم القلق والخوف والرعب من المستقبل، شرائح معدومة الامل والثقة بالمستقبل.
في السياسة صناعة الامل تعني الكثير والكثير. وتعني بناء الدولة والوطن، وحماية مصالح الاجيال القادمة. وهي من العلامات السياسية على مناعة الدولة وقوة النظام العام والمؤسسات والمجتمع.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :