إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

مطعوم انفلونزا الشتاء ما زال مفقودا!


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في الاردن كورونا ضربت في كل شيء. ولكن الوباء ليس كغيره من بلاد اخرى في العالم فانه تحول لدى البعض الى فرصة للاستثمار بآلام وخوف وقلق الناس. وقد جاء الفايروس مع ازمة اقتصادية ومعيشية خانقة وحادة يعاني منها عموم الاردنيين.
حتى الان لم ينتبه احد الى ان العلة ليست كورونا انما من يستثمر في كورونا. الحكومة السابقة رحلت، وخلفت مصائب اخطر من كورونا، ولم تنجح في حماية المواطن من الانعكاس والتداعي المعيشي اليومي. جيش من العاطلين عن العمل وفاقدي الوظائف، وجيش من الفقراء الجدد، وقضم للاجور الشهرية، ورفع للاسعار وولادة احتكارات جديدة في القطاع الطبي والصحي.
لا اتحدث عن عصا سحرية، ولا احد يملكها. ولكن ما يستطيع الالتزام به لحد ما وقف النزيف والانهيار المعيشي للاردنيين، واقرار سياسة اقتصادية اجتماعية وازنة وتراعي مصالح الطبقات المهمشة والمصفوعة بفعل كورونا الخانق.
الحكومة السابقة تركت ورثة ثقيلة اقتصاديا وصحيا. والنظام الصحي تحديدا يقف الان على حافة الانهيار والاعترافات المتبادلة بين كبار اطباء الوزارة ومسؤولي ملف كورونا لا تنبىء بخير وعافية، وتبعث على القلق.
ومن ابسط «الفضائح» واشدها تعقيدا البحث التائه عن مطعوم انفلونزا الشتاء. فالمطعوم ما زال مفقودا من الصيدليات. صيدليون يقولون: انهم خاطبوا وزارة الصحة ولا حياة لمن تنادي. حصة الاردن من مطعم «انفلونزا الشتاء» قبل كورونا، كان يجري كل عام حجزها ودفع عربون للشركات «الأم» من قبل الحكومة ومستوردي الادوية تقريبا في شهري شباط واذار.
ما حدث هذا العام بكل خصوصيته والاستثناء الكوروني عكسي، ويوجب ان يتم فتح تحقيق في مجرياته. لماذا لم يستورد الاردن مطعوم انفلونزا الشتاء؟ منذ شهر ونصف الشهر الناس تسأل عن المطعوم، ووزارة الصحة تقدم وعودا وتعهدات اعلامية بان المطعوم سيكون قريبا في الاسواق، وفصل الخريف قد شارف على الانتهاء، ولم يعد من فائدة صحية لمقاومة ومناعة تذكر لأخذ المطعوم.
ثمة حلقة مفقودة في مسألة مطعوم الشتاء. وتتسرب اخبار عن سوق سوداء، وان هناك تجار ادوية يخزنون المطعوم، وسيقومون بتسريبه الى الصيدليات بعدأن يثبتوا ثمنه وفقا لتسعيرة هم يفرضونها على الحكومة والمواطن.
سيمر هذا العام رغم كل المخاوف والتحذيرات من كورونا وتداعياتها الصحية من دون مطعوم. اورد هذه الملاحظة حول المطعوم، ويدي على قلبي خوفا من احتكارات، و»بزنس خفي» ولد تحت ضغط كورونا.
واتذكر هنا ختاما مقولة للشهيد وصفي التل «عندما يتعلق الامر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ?». فاحصوا كم من اخطاء ارتكبت بحق الوطن والاردنيين، حاولوا ان تحصوا فما اكبر الجريمة وما ابسط العقاب؟.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :