إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

موت الأردنيين !


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- اخبار كثيرة يطالعها الاردنيون عن الموت. الموت انتحارا بالنار، وموت على ابواب المستشفيات، صرخات اثارت جدلا واسع بالاردن، واشغلت الراي العام بمتابعة حادثي انتحار بالنار، الاولى بطلها طالب جامعة، والثانية..اكاديمي وفنان مسرحي، وباختلاف مكاني الانتحار، فالاول اختار حرم جامعة خاصة، فيما الثاني اختار مبنى وزارة الثقافة، والقى الامن القبض عليه قبل ان يقدم على الانتحار .
حوادث مفجعة حصيلة وفيات الموت العابث في مستشفى بلغت 3 اطفال في اسبوعين. وفي كل حادثة تزداد المطالب باقالة الوزراء المعنيين والمسؤولين المباشرين، وتحمل الحكومة لمسؤوليتها السياسية والمعنوية عن الموت العابث. احد الحوادث وفاة طفلة تم تحويلها الى المدعي لفتح تحقيق بها. الاردنيون يتابعون بالم وحسرة وقلق ما يجري في المجال العام.
طالب الجامعة اقدم على الانتحار بالنار، لان الجامعة رفضت السماح له بتقديم الامتحان النهائي، وذلك بحجة انه لم يدفع مبالغ مالية مستحقة عليه. الشاب يرقد الان على سرير الشفاء في مستشفى المدينة الطبية وحالته الصحية متردية.
طلاب خريجون في جامعات خاصة عاجزون عن دفع ارصدة رسوم جامعية، و ما اكثرهم. اعرف ولي امر طالب ابنه تخرج من 5 اعوام، وفي سجله المالي بالجامعة قيود بـ3 الاف دينار، ويرفض دفعها، ويقول : ولو افترضت اني دفعت وابني اخذ الشهادة الجامعية في القانون، فماذا سيفعل بشهادته.
حكاية انتحار طالب الجامعة نهايتها ان التعليم في الاردن يعاني من ازمة بنيوية بالسياسة والاخلاق.
الاكاديمي المثقف الذي حاول الانتحار امام وزارة الثقافة تخيلوا انه اعلن على الفيسبوك عن انتحاره قبل 24 ساعة، ودعا متابعيه الى ترقب وقوع الحادثة ومتابعتها لايف. وفي لحظة ما قرات المنشور كنت اتوقع ان وزير الثقافة سيكون اول الموجودين، ليقنع الشاب بالعدول عن الانتحار. شكرا لرجال الامن الذين تواجدوا على الفور واستبقوا وقوع جريمة الانتحار.
صور متشابهة لموت عابث. حكايات نهايتها واحدة : لعنة الفقر والعوز والفاقة والاهمال وسوء الادارة. هناك حقائق كثيرة غائبة ووعي عام مزيف. والحقيقة ان تلك الحوداث طبيعية وعادية وسيتكرر وقوعها لا تتفاجؤوا.
فما عاد للفرد ادنى قيمة او تقدير او احترام. الفرد او المواطن او الانسان بات مجرد رقم استهلاكي، يموت بالانتحار بالحريق بالنار، يموت من قلة الاسرة في المستشفيات ومن قلة الاطباء، ومن قلة الرعاية، يموت بسبب الاهمال، ويموت لانه لا يملك كلفة فاتورة العلاج، يموت جلطة على ابواب بنوك وشركات تسهيلات مالية. فهذا عادي واقل من عادي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :