إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لبنان السلام .. عليكِ السلام


عمان جو - 

بقلم : علاء عواد

قف وابكِ على لبنان ،فالحزن عليه لا توصيف له ،لحجم القهر الذي بداخل كل قوميّ رأى المشهد فتقطّع مئة قطعة تبعثرت في القدس و بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء ،في كل مدينة عربية غادرت فيها الأرواح البريئة أرض الظلم والطغيان إلى سماء الرحمة . فعليك يا لبنان السلام والرحمة .
نعم ،فقد كانت الضربة موجعة لقلوبنا المشتتة ، والصرخة مهلكة في صدورنا المحترقة لمّا تناثر جمال بيروت ،وسحر بيروت . وما كانت هذه الآه إلا صحوة من سلسلة غفلات عديدة سابقة قد أنذرت بخرابٍ بدأ غرابه ينعق برسم أول خطة لتفتيت المنطقة .
وإني هنا لأحسب أن هذا الانفجار المرعب قد كان ينتظر شرارة واحدة حتى يحدث ،فقد سبقه عدة انفجارات في الفساد والإهمال والنزاعات الطائفية والأهلية ،وفي الفقر والشتات والبطالة حتى أصابت آثارها كل بيت في لبنان الغنّاء والتي تكالبت عليها أيادي الكيان الصهيوني ،وأطراف خارجية ذات المصالح المشتركة ،حتى بتنا ننظر بعين الكسير الباحث عن المسؤول الحقيقي،والسبب الأساسي فيما حصل .
ولكن ومهما كانت الأسباب وراء هذا الحدث العظيم ،ورغم الخسائر الفادحة المؤلمة التي لحقت به سيبقى الأرز الرمز الصامد الشامخ في البلاد ،وسيقف الشعب الجريح من جديد ،لتعود الدولة بأبهى حلة ،وبأقوى عتاد أمام أي مخطط يهدف إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط بدءا من التدخلات السياسية ،مرورا بالحوادث المتتابعة ،وانتهاء بالسيطرة وفرض الهيمنة على الوطن العربي ، الوطن العزيز الذي تحاول كل دولة فيه الحفاظ على تماسكها وثباتها أمام براثن الطامعين .
ولأن أصالتنا تحتّم علينا وقوفنا وتلاحمنا في الضراء قبل السراء فقد كان الأردن من أوائل الدول في تقديم كافة أشكال الدعم للدولة الشقيقة ومساعدتها العاجلة - بناء على توجيهات سيد البلاد - بإرسال مستشفى ميداني يحوي الحب والعطاء للمصابين عافاهم الله جميعا .
نهاية ...دائما كنت مقتنعا بمقولة : رب صدفة خير من ألف ميعاد . ولكن ما يحدث من تقتيل وتفجير وتحريق قد أهلك جمال الصدفة والخير منها ،وأثبت أن الميعاد محدد ومخطط بكل إجرام وقسوة لن يعرف شدة وجعه إلا من أدركه .
وحقيقة هناك الكثير مما يدور في خلدي لكن القلب مكلوم على أوطاني ،والدموع حبيسات في العين بلا جريانِ . فاعتذارنا من أنفسنا على أنفسنا ما أرجأ العزيز عن موعد الفقدانِ .

 

اقرا ايضا : 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :