إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الوظيفه السياسية للتلفزيون


عمان جو - الطالبة روان شاهين -جامعة البترا


مقدمة:
يتميز العصر الحالي بانه عصر الاعلام والمعلومات، لما يمتلكه من قدرة على التأثير والاقناع، وتشكيل الأفكار، وصياغة الرأي العام، فقد أصبح الاعلام عاملا من عوامل التنمية وعنصراً متزايد الأهمية في التطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
ان التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الاعلام والاتصال والتكنولوجيا ساهم في ظهور وسائل اعلام حديث يتميز بعنصر السرعة في نقل الخبر والمعلومة، جعلته يخترق كل الحدود والحواجز بين الدول، ويصل إلى جميع الناس بدون استثناء من خلال استخدام وسائل جديدة مثل الانترنت، الفاكس، والموبايل وبرامجه، وغيرها. وتلك الوسائل الجديدة عززت دور الاعلام عامة وفي المجال السياسي خاصة فقد اتاحت له فرصة نقل الاخبار والمعلومات باسرع وقت وبتكاليف اقل .
لقد شهد العالم في نهايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي تطورات وتحركات سياسية كبيرة مما دفع الدول والحكومات باللجوء إلى مختلف الوسائل والاساليب الاعلامية والاتصالية من اجل تحقيق غاياتها واهدافها وتعميق مبادئها والترويج لايديولوجيتها، وظهر الاعلام السياسي الذي يهتم بالجوانب والقضايا السياسية ويقوم بأحداث التأثير والتغيير في الاراء والافكار والقناعات لدى الجمهور ويساهم في عملية صنع القرار السياسي، وصار يحظى باهتمام الوحدات والتيارات السياسية كونه المعبر عن فكرها وفلسفتها ونشاطاتها وتطورها وقدرتها على التأثير في الجمهور.
تطور الاعلام السياسي مع تطور وسائل الاعلام المختلفة اذ اصبح يهتم بكيفية توظيف واستغلال تلك الوسائل في العملية السياسية، اذ يقوم بنقل وتحليل النشاط السياسي واتاحة المجال أمام السياسيين وقادة الرأي للحصول على المعلومات والبيانات، وتلقي ردود أفعال الجمهور نحو سياستهم وقراراتهم ومواقفهم، مما يساعد في كل العمليات والخطوات المصاحبة لصنع القرار السياسي فضلا عن اعتماد الجمهور عليها في تكوينه واعتقاده واتجاهاته ومواقفه المختلفة إزاء الأحداث والسياسات التي تقع داخل الواقع المحيط به .
وتسعى الدول على اختلاف الأنظمة السياسية القائمة فيها إلى استخدام وسائل الاعلام والاتصال لتحقيق الأهداف الإستراتيجية في حالتي السلام والحرب، وفي مقدمة هذه الأهداف أهدافها السياسية سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو على المستوى الدولي، وقد أصبح الاعلام السياسي عنصراً من العناصر المهمة في تقييم أداء السلطة والقائمين عليها، فالاعلام السياسي يؤدي وظيفة سياسية مهمة، ويعمل على إحداث تأثيرات واقعية ومحتملة على عمل وسلوكيات الآخرين .
وسنحاول هنا ان نوضح مفهوم الاعلام السياسي واهميته ودوره في التوعية السياسية واهم المشكلات التي تواجهه ومحاولة التفعيل الايجابي لدور الاعلام في تنمية الوعي السياسي .

اولاً: نبذة تأريخية حول نشأة الاعلام السياسي
ان ارتباط الاعلام بالسياسة ودوره في المجال السياسي ليس وليد هذا العصر بل يعود إلى عصر السوفسطائيين، الذين استخدموا ادوات الاعلام والاتصال الخاصة في ذلك العصر للتأثير على الرأي العام وبث نوع من الثقافة السياسية لتساهم في حدوث التغيير الذي كانوا يقصدونه، فقد كان ولا زال الساسة والقادة يدعمون كل ابتكار يساعدهم على الاتصال بالجماهير بشكل مباشر، ويساعدهم على التأثير عليهم، لكن بشكل عام يمكننا القول ان الاعلام السياسي كحقل اكاديمي وعلمي في العلوم الاعلامية يعد ظاهرة حديثة .
وقد اخذ بالتدرج والتطور في المفهوم نهاية الحرب العالمية الثانية، اذ تبلورت الرغبة في إنشاء علم الاعلام أو الاتصال بشكل مستقل ومن ثم تعزز بتوجهات علمية تمحورت ضمن مدارس علمية تعتمد كل منها على طريقة وإسلوب يختلف عن الآخر، لكنها تشترك جميهاً في الهدف والغاية . المجال التطبيقي البحثي مثل آثار وسائل الاعلام في الانتخابات السياسية، وآثار الدعاية وتحليل اللغة السياسية، ومن بين مجالات البحث الحالية . .
- الخطابة السياسية .
- المناظرات السياسية .
- التنشئة السياسية .
- الحملات الانتخابية .
- الحركات السياسية .

ثانياً: تعريف الاعلام السياسي (Political Media)
يعتبر مصطلح الاعلام السياسي نمطاً جديداً من انماط الاعلام، يحتاج للكثير من الاجتهادات، لذلك فقد تباين الخبراء والباحثين في مجال الاعلام والسياسة من ايجاد تعريف محدد ومتفق عليه .
لكننا من خلال ماسبق ومن خلال قراءاتنا، يمكننا تعريف الاعلام السياسي بأنه أحد فروع الإعلام الذي يتميز بقدرته على التأثير والتغيير والاقناع ويهتم بتغطية الموضوعات السياسية ويسعى لتحقيق أهداف سياسية ويعتبر من الأدوات الفعالة والرئيسية التي يعتمد عليها أي نظام سياسي حيث يستخدمه في تحقيق ستراتيجياته المختلفة .

ثالثاً: مفاهيم أساسية مهمة في دراسة الاعلام السياسي
من اجل التوصل إلى مفهوم أوضح وأشمل للاعلام السياسي وجدنا انه من الضروري توضيح عدد من المفاهيم ذات الصلة بالاعلام السياسي، واحيانا تكون احدى وسائله أو سببا في ظهوره ومن اهمها:
1. البيئة السياسية Political Environment: يقصد بالبيئة في مفهومها العام ذلك الوسط والمجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان ويتأثر به ويؤثر فيه، وقد يتسع هذا الوسط ليشمل منطقة كبيرة جدا، وقد يضيق فلا يتضمن سوى مساحة بسيطة لا تتعدى رقعة المنزل الذي يسكنه، فالبيئة كل ما تخبرنا به حواسنا وهي كل شيء يحيط بالإنسان، ويرى علماء الاجتماع أن مفهوم البيئة لا يقف عند البعد الطبيعي فقط، بل يتضمن أيضا البعد الاجتماعي والسياسي، فالبيئة بالمعنى المحدود تشير إلى ذلك المحيط الطبيعي الحيوي الذي يدعم الإنسان والكائنات الحية الأخرى من أجل البقاء، فهي بهذا المعنى تتضمن الجانب العضوي (Organic) الذي يشمل مختلف الكائنات الحية، والجانب غير العضوي (Inorganic) الذي يتضمن المناخ والتربة والضغط، أما البيئة بالمعنى الواسع تشير إلى المحيط الاجتماعي الذي يتضمن النظم الاجتماعية والايدولوجية .
وتعتبر البيئة السياسية نظاما ديناميكياً معقداً ذو مكونات متشابكة ومتعددة، وهي إحدى وسائل الاعلام السياسي من خلال التأثير المعرفي على الاتصال الشخصي وانعكاساته على السلوك السياسي للفرد، فالأحداث والازمات السياسية تخلق بيئة فاعلة ومؤثرة على ممارسة وسلوك الافراد وتساعدهم على المشاركة السياسية مع الأحداث والأزمات نتيجة متابعتهم للأخبار والاحداث والتحليلات عبر وسائل الإعلام المتنوعة . وكذلك يكتسب الناخبون معلوماتهم السياسية من بيئتهم المحيطة بهم في الحملات الانتخابية من خلال الاعلام السياسي، عن طريق انتشار الرسائل الإعلامية التي تلبي الرغبات الذاتية .
ان جمهور الاعلام السياسي هو جمهور مسؤول عن اختيار ما يناسبه من وسائل الإعلام المتنافسة على مصادر الاشباع المعلوماتي التي تحقق له اكبر قدر ممكن من الاشباع لتحقيق أهدافه ومتطلباته . وتشكل وسائل الإعلام انعكاساً للبيئة السياسية ومرآة للصراعات والتفاعلات السياسية، وبدون هذه الوسائل لا يستطيع أفراد المجتمع خارج الحلقة السياسية الاطلاع على مجريات الأحداث السياسية، فالبيئة السياسية تُبنى من قبل وسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه هذه البيئة السياسية هي التي تحكم طبيعة عمل ووظائف وسائل الإعلام خاصة في الوظيفة السياسية منها، من خلال مجموعة التشريعات القانونية التي تنظم نشاطها.
2. الدعاية السياسية Political Propaganda: تعد الدعاية السياسية أحدى الظواهر الهامة والبارزة في عالم اليوم، حيث تبرز أهميتها في أنها تسهم في تغيير مواقف واتجاهات الجماعات والإفراد والتأثير فيها على نحو يتفق مع مصالح الخط السياسي والفكري الذي تتبناه الجماعة السياسية لتحقيق أهدافها، والدعاية السياسية هي أساساً عملية إثارة للعواطف بقصد الوصول إلى تشويش التتابع المنطقي وهي تفترض نوعاً من أنواع التلاعب الذي يجب إن يخضع لفلسفة معينة وتهدف الدعاية إلى توليد المواقف والتصرفات لدى الجماعات والافراد الذين تتوجه اليهم وتعديل الادراك الخاص بهم وأحكامهم التقييمية، بل تهدف إلى جعل هذه الجماعات تتقبل كل الأفعال التي يقوم بها السياسي القائم بهذه الدعاية وكما تقوم على تلقين الافراد عدداً من النظريات والمبادئ السياسية التي تحرك حماسهم للتعاون والتأييد وبذل الجهود المنسقة من أجل خطة العمل المستهدفة مما يكفل التأثير على الرأي العام وصنعه، ثم لا يلبث هذا الدور الدعائي أن يصير مرجعاً ودليلاً ويلعب دوراً هاماً وأساسياًَ في النشاط السياسي المؤدي إلى زيادة شعبية فرد أو جماعة معينة .
3. الإعلان السياسي Political Declaration: يعرف الإعلان السياسي بأنه العملية الاتصالية التي يدفع فيها المعلن ثمناً مقابل ما يتاح له من فرصة في وسيلة إعلامية ليعرض فيها على الجماهير رسائل سياسية ذات هدف محدد، من أجل التأثير على مواقفهم وأفكارهم وسلوكهم، ويعد الإعلان السياسي أكثر أنواع الاعلام السياسي تأثيراً على الشعوب والمجتمعات، حيث وظف كثير من القادة والساسة وسائط الاعلام لخدمة أهدافهم وتحقيق غاياتهم . ولذلك يُتهم هذا النوع من الاعلام بأنه السبب المباشر في كثير من المشكلات التي عانت منها الشعوب، مثل ظهور النازية التي نجحت في توظيف الإعلان السياسي والدعاية السياسية لخداع الجماهير، ومثل تسويق المرشحين كما تُسوّق الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، والمبالغة في إعطائهم صفات لا تمت إلى الحقيقة بصلة .
4. المشاركة السياسية: هي تلك الأنشطة السياسية التي يساهم بمقتضاها أفراد المجتمع في اختيار حكامهم وفي صياغة السياسية العامة بشكل مباشر أو غير مباشر، فهي تعني اشتراك الفرد في مختلف مستويات النظام السياسي، فالمشاركة السياسية للموطنين تشكل النشاطات السياسية المباشرة (الأولية) والنشاطات غير المباشرة (الثانوية)، ومن أمثلة المشاركة في النشاطات السياسية المباشرة (تقلد منصب سياسي، عضوية الحزب أوالترشيح في الانتخابات، التصويت، مناقشة الأمور العامة، الاشتراك في المظاهرات....الخ)، أما النشاطات غير المباشرة فهي تمثل المعرفة بالمشاكل العامة والعضوية في هيئات التطور وبعض أشكال العمل في الجماعات الأولية .
إن المشاركة السياسية تعني في أوسع معانيها، حق المواطن في أن يؤدي دورا معينا في عملية صنع القرارات السياسية .
5. التسويق السياسي: هو عملية متداخلة إذا يمثل مفارقة وتناقضاً، ويعتبر في العصر الحالي بمنزلة الدعامة السياسية في الاعلام لكونه النوع الأكثر فعالية وتوجه اليه عادة تهمة إهماله ومساسه للجانب الاخلاقي، ولكنه يوظف وعوداً كاذبة في كثير من الاحيان تتجاوز حجم وإمكانيات المرشح السياسي، ولذلك يمكن الربط بين مختلف أدوات الاعلام السياسي والتسويق السياسي بشكل يعزز عملية التنمية السياسية من المنظور المؤسساتي النظامي المتمثل في صياغة الجانب الملموس المتمثل في صياغة برامج متكاملة تتجاوز الماضي، وتوفير ظروف اقتصادية واجتماعية جديدة وتوظيف الروابط وتدعيم حركة المجتمع وتحويلها إلى آليات للاتصال والتسويق السياسي، ومن المعلوم ان لجميع الأحزاب السياسية تواجد في المجتمع المدني سواء كان في شكل تنظيمات طلابية أو نقابات أو جمعيات ذات طابع خدمي، حيث يوظف خطاب هذه الجمعيات لتدعيم عملية التسويق والاعلام السياسي للبرامج التي يهدف اليها الحزب، وتسويقها وذلك لإن توفير الوسائل السلمية للاعلام يسمح للموظفين والافراد بالتأثير في مضمون القرارات الجماعية المقترحة التي تحقق مصالحهم المشروعة وتؤمّن حقوقهم الاجتماعية والبيئية والقانونية والسياسية .

رابعاً: العلاقة بين الاعلام السياسي والنظام السياسي ):
هناك علاقة وطيدة بين الاعلام السياسي والعملية السياسية بصفة عامة، فوسائل الاعلام تعتبر حلقة الوصل بين الجماهير والنظام الحاكم صانع القرارات، وهي التي تسهم بدرجة كبيرة في نجاح أو فشل النظام السياسي من خلال الوظائف والانشطه السياسية التي يقوم بها .
ان الخبراء والباحثين في مجال الاعلام والسياسة يؤكدون على ان العملية الاتصالية تحتوي على أربعة عوامل هي:
- مصدر
- قناة
- مستمع
- رسالة
فوضع المصدر المركز الذي يشغله هو الذي يحدد العلاقة بين نظام الاعلام والنظام السياسي، ومحتوى الرسالة هو الذي يحدد الأمر، والقناة المستخدمة هي التي تنتج العلاقة بين النظامين .

خامساً: نظريات الاعلام السياسي
لقد اشار الخبراء والباحثون في مجال الاعلام والسياسة إلى ان بعض النظريات السياسية هي الأساس الذي تُبنى عليه نظريات الاعلام السياسي مثل:

1. نظرية السلطة:
ظهرت هذه النظرية في إنجلترا في القرن السادس عشر، وتعتمد على نظريات أفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أن يتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها. وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام، حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة، وبالرغم من السماح للقطاع الخاص بإصدار المجلات إلا انه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة .

2. نظرية المشاركة الديمقراطية:
هي من النظريات الحديثة والاكثر تحديدا بالنسبة لنظريات الإعلام، فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية .
ويُعبّر مُصطلح (المشاركة الديمقراطية) عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية، والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهلا الاقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والاقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها .
وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى ان نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام .
وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام، ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع .
ووسائل الإعلام التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها، وتعطي فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدلا من المسيطرين عليها .

3. نظرية الحرية:
ظهرت في بريطانيا عام 1688م ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون حرا في نشر ما يعتقد انه صحيح عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر .
ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق اكبر قدر من الربح المادي من خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور .
وتتميز هذه النظرية بأن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحق مشروع للجميع.

4. نظرية المسؤولية الاجتماعية:
ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية الإعلامية بحرية قائمة على المسؤولية الاجتماعية، وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد ان استخدمت وسائل الإعلام في الإثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية . ويرى أصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب ان تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة . ونلاحظ ان هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية، ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها لهذه الالتزامات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة، ويجب ان تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما ان للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة، أضف إلى ذلك ان الإعلاميين في وسائل الاعلام يجب ان يكونوا مسؤولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم الإعلامية .
وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى .

5. النظرية الماركسية (الاشتراكية):
ان الأفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلوس ووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة هي التي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي، وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد ان تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها، لهذا يجب ان تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي .
ان المجتمعات الاشتراكية تفترض أنها طبقات لا طبقية، وبالتالي لا وجود لصراع الطبقات، لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع .

6. النظرية التنموية:
ظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينيات، وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة (واك برايل) حول مشكلات الاتصال في العالم الثالث فهذه النظرية تخرج عن نطاق بُعْدَي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية، فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح .
ان المبادئ والأفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية، كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظروف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي .
مما سبق يمكننا ان نستنتج بأن توجد ثلاث نظريات للاعلام السياسي هي:
1. النظريات المتعلقة بالجمهور:
يرتبط هذا النوع من النظريات بالجمهور المستخدم للمواد الإعلامية ويقوم هذا النوع من النظريات على أساس أن الجمهور يستخدم وسائل الإعلام بسبب دوافع نفسية أو اجتماعية . ومن أبرز هذه النظريات ما يلي:
أ‌. نظرية الاستخدامات والاشباعات .
ب‌. نظرية المعالجة المعلوماتية .
2. النظريات المتعلقة بالقائم بالاتصال: تصنف بعض النظريات على أنها مرتبطة بالمرسل أو القائم بالاتصال، وأهمها:
أ. نظرية الغرس الثقافي .
ب. نظرية ترتيب الأولويات .
3. النظريات المتعلقة بنوع التأثير الإعلامي الذي تحدثه وسائل الإعلام في الجمهور:
أ. التأثير المباشر(قصير المدى) .
ب. نظريات التأثير التراكمي (طويل المدى) .

سادساً: أهداف الاعلام السياسي:
للاعلام السياسي أهداف وغايات محددة ومرسومة، فالسياسي يتحدث إلى الجمهور من خلال وسائل الإعلام لفرض ممارسة السلطة وكذلك الافراد الذي يشاركون في العملية السياسية من خلال وسائل الإعلام من أجل التعبير عن آرائهم تجاه قضاياهم، وبالتالي فإن تدفق المعلومات من وسائل الإعلام إلى قادة الرأي في المجتمع يعتبر هو الوسيلة المثلى للاعلام السياسي نقلاً لتلك المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام بطريقة التحليل والتفسير وتقديم وجهات النظر المختلفة لتلك المعلومات والرسائل الإعلامية .
ويهدف الاعلام السياسي بالدرجة الأساس إلى التاثير في الرأي العام ويستهدف الاعلام السياسي تحقيق اهداف معينة على مستويين الوطني والدولي:
1. أهداف الاعلام السياسي على المستوى الوطني:
• التأثير في الاتجاهات .
• الرقابة على الحكومة .
• التثقيف السياسي .
• التسويق السياسي .
• تدعيم الولاء والتأييد بين المرسل والمستقبل، وترسيخ الشعور بالولاء لبلورة ثقافة قومية .
• مواجهة الدعاية الخارجية، والعمل على توافق الاراء والسلوك داخل المجتمع
2. أهداف الاعلام السياسي على المستوى الدولي:
• جمع المعلومات الكافية عن البيئة السياسية والاجتماعية والاعلامية داخل الدولة والدول المراد التوجه اليها أو العمل فيها .
• دعم السياسات الخارجية للدول أو قضاياها على الصعيد الدولي .
• خلق صور وانطباعات ايجابية عن الدولة ومؤسساتها عند المتلقين في دول أخرى وتقوم الاذاعات والقنوات التلفزيونية الموجهة إلى الخارج بهذا الدور عادة .
• يعنى بدراسة سياسات الاعلام من دولة لاخرى اذ ان لكل دولة سياستها الخاصة بها في مجال الاعلام والاتصال .
• تحقيق نوع من التداخل الحضاري للدولة أو لمجموعة الدول القائمة بالاتصال داخل الدولة ودعم ثقافة الدولة اوالمنظمة الإقليمية التي تمثل مجموعة الدول .

سابعاً: أنواع الاعلام السياسي
1. الاعلام السياسي التضليلي (Misleading Political Media):
تنصب غايته على صرف الانتباه عن عنصر الحقيقة في موضوع معين أو اخفائها عن الجمهور المستقبل ووسائله هي التلوين والرمز أو التقويم أو الاجتزاء في نقل المعلومات عن الحدث وعن سياسة معينة في ظرف زمني محدد وهذا النوع من الاعلام ليس اعلاماً دائماً بل هو اعلام مناسباتي تمليه الحاجات والظروف أكثر من كونه منهجا ثابتا في اية سياسة للاعلام الدولي، وغالبا ماتبرز الحاجة اليه اوقات الازمات السياسية وفي اوقات الحروب الداخلية أو الدولية .
2. الإعلام السياسي الموضوعي (Objective Political Media):
وفيه يقوم المرسل ببث المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة عن حدث معين بحيث يتركز اهتمامه على إيجاد الحقائق كما هي دون التضليل بالتضخيم أو التحريف أو التشويه وهناك علاقة تناسبية بين الإعلام الموضوعي وطبيعة الحدث تؤثر بطريقة أو أخرى على ابراز الحقيقة طبقا لرؤية القائم بالاتصال واثر ذلك على مصالحه.

ثامناً: وسائل الاعلام السياسي
يتخد الاعلام السياسي وسائل وأشكالا متعددة قد تكون مباشرة أو غير مباشرة، ثنائية او فورية، واحيانا تأتي مجتمعة كلها، وتشمل وسائل الاعلام السياسي الوسائل الشفهية (كأنتشار الخبر بين المواطنين) والوسائل المقروءة وهي (الصحف والمجلات والكتب والنشرات والرسائل والملصقات والفاكس والانترنت) والوسائل المرئية الخارجية وهي (الصور والملصقات واعلانات الشوارع) الوسائل السمعية وهي (الاشرطة والاسطوانات والهواتف) والوسائل السمعية البصرية وهي (التلفزيون والسينما والفديو والكومبيوتر) والوسائل المنظماتية (أحزاب، جماعات الضغط....)، كما قد ساعدت وبشكل كبير ادوات التكنولوجيا الشخصية كالموبايل والبريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها على إعادة الوسائل الشخصية الشفهية في نقل الاخبار والدعايات بين الناس واصبح الفرد قادرا بحكم التكنولوجيا على بث الاخبار أو الدعايات التي يراها مناسبة او تحقق له غرضا ما .
ويعتبر التلفزيون أكثر الوسائل التي يُعتمد عليها في تحقيق أهداف الإعلام السياسي باعتباره وسيلة مسموعة مرئية أكثر جاذبية وتأثيرا وشعبية مقارنة بالوسائل الاعلامية الأخرى ويعتمد عليه في طرح القضايا السياسية الهامة، كما ويتخذ الاعلام السياسي مجموعة من الاساليب من اجل السيطرة والتحكم والتأثير في سلوك الجمهور لتحقيق اهدافه ومن اهم تلك الاساليب هي المؤتمرات، الندوات، المحاضرات، المعارض، الملصقات، الزيارات .

تاسعاً: وظائف الاعلام السياسي
يقوم الاعلام السياسي بوظائف عديدة من اهمها:
1. وظيفة التنشئة السياسية:
يقصد بالتنشئة السياسية كيفية نقل الثقافة السياسية للمجتمع من جيل إلى آخر، وهي تهتم بشخصية الفرد وتطويرها وفق نموذج معياري مسبق لتعميق التوجهات والقيم السياسية الشائعة والمستقرة في المجتمع كما تسعى إلى تنمية مدركات الفرد وتعزيز قدراته السياسية بحيث يستطيع التعبير عن ذاته من خلال سلوكيات ينتجها في الحياة السياسية، خاصة إذا كان النظام السياسي غير رشيد، ومنه امكانية خلق مجتمع مدني ويأتي ذلك من خلال قيام الاعلام السياسي بأكساب المواطن تفاصيل الحياة السياسية والقضايا الخاصة بالحملات الانتخابية والمرشحين وكل ما يخص النسق السياسي .
2. وظيفة التثقيف السياسي:
لا ينتج الوعي في حالة مصاغة ومتبلورة نهائيا بل يتبلور وفق ديناميكية خاصة تتجلى فيها عوامل داخلية وخارجية، ويبنى الوعي السياسي على تراكم التصورات والآراء والمفاهيم المكتسبة من قبل، ويساهم الاعلام السياسي في تثبيت البعض منها وتطور البعض الأخر، وتصنيف أفكار وأراء جديدة من اجل دعم الوعي الاجتماعي بما فيه السياسي ليؤثر بفعالية في الوجود الاجتماعي من خلال تزويد الأفراد بالمعارف والمفاهيم التي تتعلق بالأمور السياسية التي يحتاجها لبناء شخصيته السياسية وحركة السياسة في المجتمع .
3. وظيفة التعبئة السياسية:
يؤدي الاعلام السياسي دورا كبيرا في التعبئة السياسية، فهو يقوم بتهيئة الأفراد نفسيا ومعنويا وذهنيا لإستقبال أحداث سياسية متوقعة مثلا يسبق بعض نتائج الانتخابات غير المتوقعة التي لا يستحسنها المواطن، فهو يقوم بالتمهيد لتقبل شيء معين في إطار سياسات واستراتيجيات مرسومة من قبل، وعادة ماتكون هذه الوظيفة تسبق المواعيد الانتخابية بأنواعها .
4. وظيفة التطوير السياسي للأفراد:
يلعب الاعلام السياسي دورا هاما في التطوير السياسي ونشر الثقافة السياسية عن طريق تقديم المواد والبرامج الاعلامية التي تحتوي إما مواد إخبارية، تعليمية، ترفيهية وبوسائله المختلفة كالصحافة، الإذاعة، التلفزيون الانترنت ولما هذه الوسائل من دورا كبيرا في التأثير في ملايين الناس، فوسائل الإعلام السياسي تمتلك قوة كبيرة للتأثير في الرأي العام وتوجيهه من خلال تحديد نمط سلوكه في المجتمع هذا من جهة، أما من جهة ثانية فإنها في غاية الفعالية من خلال مشاركتها في المعارك السياسية والانتخابية .
5. وظيفة الاعلام:
تعتبر وظيفة الاعلام من الوظائف المهمة التي يقوم بها الاعلام السياسي والتي تعد احد العناصر المؤثرة في المشاركة السياسية والثقافة السياسية .
6. وظيفة المساندة السياسية:
يقوم الاعلام السياسي بتوظيف وسائل الاعلام لتحقيق الاستقرار السياسي والشرعية السياسية .
7. وظيفة التنمية السياسية:
اذ يقوم الاعلام السياسي بتخصيص مساحات جيدة من قبل وسائله المختلفة للتثقيف السياسي والتنشئة السياسية وذلك بهدف حث الجمهور على المشاركة السياسية .
8. التوعية الوطنية:
من خلال استخدام كافة وسائل الاعلام المختلفة لخلق الوعي الوطني للجمهور وحثهم على الانتماء الوطني والولاء القومي .

عاشراً: معوقات الاعلام السياسي
يوجد العديد من المعوقات التي تشكل عقبة امام قيام الاعلام السياسي بدوره على اتم وجه منها:
1. الانانية وقصر النظر للساسة وصناع القرار يعتبر من اكبر المعوقات امام التطور الموضوعي للاعلام السياسي، اذ يسعى بعض الساسة استغلال الاعلام السياسي لبناء امجادهم الشخصية .
1. الاهتمام في عملية توظيف للاحداث والموضوعات اهتماما كمياً واهمال الجوانب النوعية .
2. وجود بعض المحاذير في تناول بعض الموضوعات السياسية بسبب قرارات سياسية تعتبر قيودا على تطور الاعلام السياسي .
3. التحدي الالكتروني جعل من الاعلام غير مؤسسية بسبب ظهور مؤسسة الفرد الاعلامية . وهم يستخدمون ميزة التكولوجيا أهم ميزة للانترنيت أنه قوة تعبوية كبيرة لكنه أدخل على الاعلام السياسي تحولا عميقا قد يخلخل الأسس التقليدية التي قام عليها عصر ما قبل الانترنيت .
أصبحت حدود الواقع الاعلامي الذي تصنعه وسائل الاعلام تتغير في اتجاه التوسع و في اتجاه تجاوز الفاعل الاعلامي التقليدي (الصحافي، صحافة، راديو، تلفزيون) ليلتصق أكثر بالفاعل الالكتروني المعبر المباشر عن الرأي العام (المواطن، من خلال المدونات، منتديات النقاش...).
4. وجود التكنولوجيا والموارد المالية جعل من الاعلام السياسي المستخدم بيد اشخاص معينين خطرا كبيرا على الاختيار السياسي الحر للمواطن وبما ان الاعلام السياسي هو احد العناصر الأساسية المكونة للديمقراطية اذن وبتحول هذا العنصر إلى اداة ضد الاختيار الحر يشكل بحد ذاته اشكالية كبيرة .
5. عدم توفر الكفاءات الاعلامية ذات الخبرة الكافية في العمل في مجال الاعلام السياسي وان اغلبها تعاني الضعف في الاداء والتقديم وطرح الموضوعات السياسية وهذا يشكل عقبة امام نجاح الاعلام السياسي وتحقيق اهدافه
6. قصور التمويل المالي لوسائل الاعلام او انعدامه في بعض الاحيان يشكل عائقا امام تطوير وسائل الإعلام لتواكب الاساليب التكنولوجية الحديثة، خاصة وان اعداد وتقديم البرامج السياسية يتطلب الكثير من الجهود البشرية والتكلفة المالية مما يجعل سائل الاعلام تعاني الضعف في طرح القضايا السياسية والاجتماعية .

احد عشر: اهمية الاعلام السياسي
تزايدت اهمية الاعلام السياسي في العصر الحالي بشكل كبير اذ بات ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة، فالاعلام السياسي يعتبر سلطة قادرة على التأثير والتغيير، لذا فهو يمارس دورا مميزا وفعالا في التوعية السياسية للمجتمع وبوسائله المختلفة من صحف واذاعة وتلفزيون ووسائل الكترونية جديدة أخرى، اذ يقوم بتعزيز ونجاح الوعي السياسي والإجتماعي وتدعيم القيم السياسية والمشاركة السياسية وتوعية الناس بما يدور حولهم من أحداث ومواقف سواء على المستوى الداخلي اوالخارجي ويساعد في إحداث تغيير جذري في حياة المجتمع، ويتميز بقدرة فائقة في عملية التنشئة السياسية وتكوين ثقافة سياسية بالتالي حصول المشاركة السياسية خاصة عندما يكون الإعلام منظما ويسير وفق سياسية إعلامية محكمة .
وتبرز اهمية الاعلام السياسي خلال اوقات الحرب والسلم والانتخابات والحملات السياسية في المجتمعات المتقدمة اذ يقوم بدور رئيسي في نقل وتدفق المعلومات من النخبة السياسية إلى الجمهور وايضا نقل مشكلات وطموحات الجماهير وتصوراتهم إلى النخبة السياسية .
رؤية سياسية لديهم، إضافة إلى زيادة الاهتمام بالقضايا المدنية والديمقراطية واستضافة شخصيات سياسية تمتلك الأسلوب الأفضل لتعريف الجمهور بالواقع السياسي الذي يعيشه المجتمع والتنسيق بين جامعات العراق باعتبارها مصدر الثقافة والمعرفة والعلم وخاصة أساتذة علم السياسة والإعلام والاجتماع والاقتصاد لتعزيز الوعي السياسي لدى الطلبة .
3. توفير كفاءات إعلامية من ذوى الخبرة في مجال الاعلام السياسي لتولّي قيادة الوسائل الإعلامية المؤثرة، وبجميع اشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية .
4. العمل على اقامة الدورات التدريبية للعاملين في مجال التلفزيون والاذاعة والصحافة وبشكل مكثف لغرض تأهيلهم للعمل في مجال الاعلام السياسي من أجل تنمية القدرات الفكرية والإبداعية والمهنية لديهم ومحاولة التنسيق مع منظمات المجتمع المدني (المنظمات غير الحكومية)، والتي تعمل إلى جانب الأحزاب والتنظيمات السياسية لفتح دورات تدريبية و ندوات وحلقات نقاش خاصة بالتوعية السياسية للعاملين في مجال الاعلام وللجمهور بشكل يمكنها من دعم من دور وسائل الإعلام في بلورة الوعي السياسي وإرساء مفاهيمه .
5. اقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل والمحاضرات داخل العراق تهدف الى إبراز أهمية الوعي السياسي والإجتماعي وضرورة تعزيز روح وقيم المشاركة والانتماء واحترام حقوق الغير وحرية التعبير والتي يجب على وسائل الإعلام أن تقف على الحياد حيال الإحداث المتتالية لتنمية المشاركة السياسية والاجتماعية بشكل موضوعي ومنطقي بعيدا عن الفئوية والحزبية والمناطقية والمذهبية.
6. تشجيع الباحثين في العلوم السياسية والإعلام على إجراء أبحاث مكثفة تتناول طبيعة الحياة السياسية في العراق وايجابية المشاركة السياسية .
7. ضرورة زيادة حجم البرامج السياسية والاجتماعية والوطنية والمدنية التي تقدمها وسائل الإعلام المختلفة والتي تحتوى على الأخبار والبرامج الحوارية السياسية والمناقشات والندوات المختلفة والتي تعمل على تعزيز الانتماء الوطني والسياسي للطلاب الجامعيين وهذا يؤدى بدوره إلى تنمية الوعي السياسي .
8. العمل على استقطاب كفاءات إعلامية ذات خبرة في مجال الإعلام السياسي و إنشاء مراكز تختص بعمل الإعلام السياسي .
9. الحرص على عدم استخدام وسائل الإعلام كوسائل للدعاية سواء للأحزاب السياسية والسلطة السياسية وشخصيّاتها

على عكس ما يعتقد كثيرون، فإن العلاقات بين السياسة والإعلام تظل حافلة بالتوتر والارتياب والمشاحنات والمشاكسات فى المجتمعات الحية والمتقدمة، وعندما تصبح هذه العلاقات هادئة وناعمة ولا يصدر عنها صوت، فإن هذا يعنى أحد أمرين: موت السياسة أو تأميم الإعلام.
يعطينا التاريخ مئات الأمثلة القادرة على إثبات هذا الطرح، فالمجتمعات الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية لا تعرف هدوءاً فى العلاقات بين الجسمين السياسى والإعلامى، ولا يتوقف الضجيج الناتج عن اختلافات أو مصادمات بينهما، لكن هذا الضجيج صحى وحيوى ومطلوب، ومن دونه يفقد الإعلام أهم أركان دوره: المساءلة والمراقبة، وتفقد السياسة أهم أركان تدعيم الثقة بها: الشفافية والقابلية للمحاسبة العمومية

حيث تطور الإعلام السياسي مع تطور وسائل الاعلام المختلفة إذ اصبح يهتم بكيفية توظيف واستغلال تلك الوسائل في العملية السياسية، إذ يقوم بنقل وتحليل النشاطات السياسية وإتاحة المجال أمام السياسيين وقادة الرأي للحصول على المعلومات، وتلقي ردود أفعال الناس نحو سياساتهم وقراراتهم ومواقفهم، مما عزز العمليات والخطوات المصاحبة لصنع القرار السياسي فضلا عن اعتماد الناس عليها في تكوينه واعتقاده واتجاهاته ومواقفه المختلفة إزاء الاحداث والسياسات التي تقع داخل الواقع المحيط به.

المصادر:

كتاب الإعلام السياسي ( صلاح عبد الحميد )
دراسة تطبيقيه ميدانيه ( محمد جاسم فلحي )
علوم الإعلام والاتصال ( د. محمد الصادق رابح ).

 

اقرا ايضا : 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :