إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الطريق إلى الباقورة حيث صلى عبدالله الثاني


عمان جو.
بلال حسن التل
كنت أقرأ علامات الفرح والشوق، ومثلها علامات الاعتزاز في وجوه زملائي وزميلاتي من أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل، المتجهين لزيارة منطقة الباقورة المحررة، فقفز إلى ذهني سؤال يقول هل يفرح الأردنيون باستعادة الباقورة ووضعها في عهدة نشامى القوات المسلحة ليحموها برموش العين، ويفتدونها بأرواحهم،ويمهرونها بدمائهم،كما هي عادتهم،فقط لأنها تشكل ثمانمائة وعشرون دونماً من مساحة أرض الوطن الطهور على أهمية كل حبة تراب من أرضنا المباركة؟.
الطريق إلى الباقورة أعطاني جواباً مختلفاً على هذا السؤال؟ وقيمة مضاعفة لمعنى بسط كامل السيطرة الوطنية على الباقورة، فعندما تنطلق من عمان متذكراً أنها عاصمة منيعة للأردن منذ أن كانت ربة عمون وما قبل ذلك،إلى أن صارت عمان عاصمة المشروع الوحدوي العربي منذ مطالع القرن الماضي، مروراً بدورها في تحالف المدن العشر التي تمر على الكثير منها في طريقك إلى الباقورة، فبعد عمان تمر بجرش أو "جرسا" أوأنطاكيا على نهر الذهب، التي اشتهرت ذات يوم بصناعة الدبابات لحماية الجند، فهي الأخرى من مدن تحالف الديكابولس، تمر بعدها بـ" هيبوس" التي صار اسمها الحصن، وهي أيضاً من مدن هذا التحالف، وعلى مرمى البصر منها مدينة رابعة من مدن هذا التحالف كان اسمها "ديوان" قبل أن تصبح إيدون،وهكذا يقودك الطريق إلى الباقورة للمرور بمعظم مدن تحالف الديكابولس، أي أنك في الطريق إلى الباقورة تستطيع أن تقرأ صفحات عظيمة من تاريخ شعبك الأردني، قراءة تحرك فيك الاحساس بعظمة هذا الوطن الذي تنتمي إليه، فما بالك بإحساس من يحمونه من ضباط وجنود الجيش العربي الأردني حماة هذا التاريخ وحراسه وصنّاع صفحات مشرقة منه.
قبل أن تدلف إلى الباقورة لابد لك من المرور على حواف سهل اليرموك، حيث وقعت معركة اليرموك أعظم معارك التاريخ، التي غيرت وجهه، مما يزيدك فخراً بوطنك الذي شهدت سهوله أعظم المعارك الفاصلة في تاريخ البشرية، وتعرف أي إرث عظيم وصل إلى ضباط وجنود جيشنا الأردني،وأي كنز يحمون ويفتدون، حتى إذا تجاوزت سهل اليرموك وصلت إلى سهل الأقحوانة "الشونة الشمالية" وتذكرت معسكر صلاح الدين وحشده على هذا السهل لمعركة حطين الفاصلة، التي أفضت إلى تحرير بيت المقدس،فيزداد احساسك بعظمة أردنك، حتى إذا ما وقفت في ساحة العلم في الباقورة حيث صلى عبدالله الثاني محرر الباقورة،كان تحت بصرك الجسر الذي عبر منه الفاروق عمر لاستلام مفاتيح القدس من بطركها، فأي عظمة توازي عظمة وطنك التي يكشف لك الطريق إلى الباقورة أجزاءً منها، للتأكد أن ماتم استعادته ليس مجرد قطعة من الأرض على أهميتها، وليس مجرد بسط سيادة كاملة على جزء من تراب الوطن،لكنه التئام جرح في تاريخ وطن آن له أن يبرأ.
Bilal.tall@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :