إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل أنا فتاة لعوب ؟ أم إني مريضة وأحتاج للعلاج ؟


عمان جو -

مساء الخير...
أنا فتاة جامعية، أحتاج استشارة عاجلة بشأن تعاملاتي وعلاقاتي التي أظن أنها مضطربة أو مريضة. المشكلة هي إني لا أجيد التعامل مع الجنس الآخر. أعمل في إحدى الشركات الكبرى، تضطرني ظروف العمل للتعامل مع بعض الزملاء. أتصرف غالبا مع الزملاء في حدود اللياقة والأدب، بشئ من الجدية والامبالاة في أغلب الأحيان، وقدر من اللين أحيانا. لا أفهم ما تعنيه صديقاتي عن أصدقاء من الجنس الآخر، لأني في الحقيقة لا أؤمن بوجود صداقة ممكنة بين الرجل والمرأة.
أعترف أني أحب أن أشعر أني جذابة، أن أشعر بإعجاب الطرف الاخر، لكن في نفس الوقت، لو حدث إنجذاب أو اعجاب من الدائرة المحيطة بي، لا أسمح لنفسي بالتمادي، وألتزم حدودي وأفرض على الطرف الآخر المحافظة على تلك الحدود. لكن أحيانا تتولد بعض مشاعر الحب أو الإعجلب فأجد نفسي أضع مزيدا من الحواجز، أختصر في الكلام، أبدو أكثر جدية، وأحاول الإبتعاد. فيبدو ذلك للطرف الآخر إنسحابا عند الجد. وقد يسبب هذا الإنسحاب ألما ، أو يعتبره البعض سحقا لعواطفهم...أحيانا أشعر بتأنيب الضمير وأشعر أني أتلاعب. أنا لا أعرف إذا كنت مريضة وأحتاج الى علاج، لكني لا أتلذذ بألم الآخرين ومعاناتهم. أبدو وكأني أريد شيئا، بعض الاهتمام والحب، لكن حينما يقدمه الطرف الآخر أنسحب وأتركه. في الحقيقة لا أريد أن يطلع الأغراب على ضعفي، أو يشعرون بخوفي من التعامل مع الجنس الآخر.
أحيانا تغلبني نفسي وأتبع هواها، حينما أشعر بإنجذاب متبادل، أفكر في إحتمالية الارتباط بهذا الشخص، فأقبل دعوته في مكان عام، بحيث نتعرف أكثر، لكني أتركه حين يبدو لي مملا أو تافها كمعظم شباب هذا الجيل. ولكي أكون أكثر صراحة (أرجو ألا توبخيني) قد يحدث أن اقابل إنسان آخر، أقل سطحية وأكثر عمقا، وأشعر بالاعجاب والانجذاب للشخصية الجديدة، فأزهد في الأول وأنسحب بهدوء، وأبدأ علاقة جديدة أو ارتباطا جديدا. يجب أن أعترف أيضا اني لا أعبأ كثيرا بالشخص الذي تركته ولا أنشغل كثيرا بمعاناته وألمه. لأني لا أريد أن أخدعه وأدعي إهتمام ومشاعر لا أحسها...ربما لم آخذ العلاقة بنفس القدر من الجدية، ربما إني لم أتوقع أن تكون مشاعره صادقة وحقيقة، لأن صديقاتي كثيرا ما يحكون ويكتبون عن تعامل الشباب مع هذه العلاقات بقدر كبير من الاستخفاف، وعدم الجدية. أحيانا أفكر أن فترة الخطبة الهدف منها التعارف واختبار كل طرف للطرف الثاني، إذا كان يصلح أن يكون زوج المستقبل، وشريك في حياة تستمر حتى الموت.. لذلك فأنا أعتبر هذه الفترة فترة تعارف تغني الطرفين عن إعلان الخطبة ثم إبلاغ الجميع بفشل مشروع الإرتباط. أظن إني حتى الآن لم أجد الحب الحقيقي أو الشخص الذي يشعرني أني لا أستطيع مواصلة الطريق بدونه...ربما أكون قد خشيت الوقوع في الحب كي لا يجرحني أحدهم أو يتخلى عني..
أتمنى أن أتزوج لكي أرتاح من كل هذا لكني لا أريد أن اتعجل وأتخذ قراراً متسرعا، فالزواج شئ مقدس، ورابطة لا يمكن الفكاك منها.
الرد...
أشكرك على صراحتك وصدقك مع نفسك... مما يسهل تشخيص المشكلة وييسر سبل التعامل معها وعلاجها... لم تذكري في رسالتك الشريحة العمرية التي تنتمين لها ، فمن الطبيعي مثلا أن تجهل المراهقة كيفية التعامل مع الجنس الآخر، وتشعر بهذا التخبط وهذه المشاعر المتضاربة. أستشف من رسالتك تشوشا في أفكارك، وإرتباكا في مشاعرك يصعب تحليل أسبابه. في البداية تقولين انك غير مؤمنه بوجود صداقة بين الرجل والمرأة وأنك تتعاملين مع الرجال بكثير من اللامبالاة، ثم تذكري أن إعجاب الرجال بك يسعدك!
ثم لفت نظري جملة هامة في نهاية رسالتك، تؤكدين فيها أنك لم تجدي الشخص المناسب الذي يقنعك بالإرتباط به، لماذا تورطي نفسك في علاقة إذا كنت مقتنعة أن هذا ليس الشخص المناسب ثم تتركيه؟ حبيبتي...لا تكسري قلبا وثق بك، لا تقدمي على خطوة تجرح شخصا لا ذنب له في ترددك وتأرجح مشاعرك. هل هدفك التسلية مثلا ؟ تعترفي إنك لم تأخذي بعض العلاقات بالجدية الكافية! وهل مشاعر الأخرين موضوع يمكن التعامل معه بهذا الاستهتار؟ إبنتي الغالية... لا تتلاعبي بمشاعر أحد حتى لا يصدمك من يتلاعب بمشاعرك ويكسر خاطرك، "يا إبن آدم إفعل ما شئت فكما تدين تدان"
أخشى أيضا أنك تعانين من وجود إضطراب الشخصية النرجسية، فتشعرين أنك محاطة بإعجاب كل من حولك. والشخص النرجسي يتولد لديه شعور بأنه يتمتع بالجمال والجاذبية المفرطة وينشغل في البحث عن الأنسان الذي يستحق كل هذا الجمال، إنسان مثالي يليق به. لذلك أعتقد أنك بحاجة لمراجعة مختص، يحلل أفكارك من خلال حوار أكثر عمقا، ليتمكن من توجيه مسارك نحو ما يساعدك لتطوير وفهم ذاتك.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :