إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

إندبندنت: الصحافيون في مصر يواجهون القمع اليومي وفي أي لحظة يعتقلهم النظام


عمان جو -

في تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد هول عن المصاعب التي يتعرض لها الصحافيون في مصر، تحدث عن مداهمة قوات الأمن موقع “مدى مصر” الأسبوع الماضي حيث دخل رجال بزي مدني رفضوا تعريف أنفسهم غرفة التحرير وبدأوا بجمع أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف الخاصة والهويات قبل أن يحشروا 16 صحافيا في غرفة واحدة. ثم قاموا باعتقال ثلاثة من الصحافيين منهم رئيسة تحرير الموقع لينا عطا الله.

وعلق هول أن مشاهد كهذه في مصر تعتبر عادية للذين يعملون في مجال الإعلام. فالبلد يعد من أكبر الدول التي تعتقل صحافيين في العالم، ويأتي في المرتبة 163 من 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة التي تعدها منظمة مراسلون بلا حدود.

وأضاف أن قوات الأمن تقوم وبشكل متزايد باعتقال المعارضين بمن فيهم الصحافيون بناء على تهم غامضة ولأنهم نشروا “معلومات مزيفة” أو أنهم أعضاء في “جماعة محظورة”. فيما تم اعتقال وترحيل عدد من المراسلين الأجانب ومنعوا من العودة إلى مصر مرة أخرى. واعتقلت السلطات 20 صحافيا على الأقل في أيلول (سبتمبر) والذي وصفته منظمة مراسلون بدون حدود بـ”أكبر موجة اعتقال منذ عام 2014″.
وقالت الصحافية المصرية إسراء عبد الفتاح، وهي واحدة من سبعة صحافيين اعتقلوا في أعقاب التظاهرات المعارضة للحكومة في تشرين الأول (أكتوبر)، إنها تعرضت للتعذيب أثناء وجودها بالمعتقل بما في ذلك الضرب والتعليق من قيودها من سقف غرفة التعذيب. وتتم مراقبة كل المؤسسات الإعلامية الخاصة أو ما تبقى منها، ومن لا تتعرض لرقابة الدولة تمارس الرقابة الذاتية خوفا من التداعيات. وأغلقت الدولة مئات من مواقع الإنترنت التي تديرها منظمات إعلامية بما فيها مدى مصر. ويقول هول: “فكر ولو للحظة بشجاعة الصحافيين لمواصلة العمل كل يوم في هذه الظروف”.

ويعتبر مدى مصر واحدا من المواقع الإخبارية المستقلة في البلاد، ويواصل إنتاج محتويات جريئة وتتحدى الآلة الإعلامية الديكتاتورية في البلاد التي تقوم بسحق كل معارض. ولهذا السبب تعرض للمداهمة الأسبوع الماضي.

فقبل أيام من المداهمة نشر الموقع قصة عن نجل الرئيس عبد الفتاح السيسي، محمود، الضابط البارز في المخابرات العامة. وقالت فيها إن محمود تعرض للتهميش بعدما فشل في الأدوار التي أوكلت له في المخابرات. واعتقل الموظف في الموقع شادي زلط بعد مداهمة الأمن شقته بالقاهرة. ويعلق هول: “عندما سمعت الأخبار عن مداهمة مكاتب مدى مصر، كنت قد عدت للتو من رحلة في شمال سوريا، وهذا الجزء من البلد يوصف بأنه “مناخ معاد” وكان يجب اتخاذ سلسلة من التحضيرات قبل البدء بالرحلة. وهناك فرق بين الدخول بمنطقة حرب وما يقوم به صحافيو مدى مصر”.

ويضيف: “لدى الصحافيين الأجانب في معظم الأحيان فرصة للاختيار بين المخاطر التي قد يتعرضون لها، مهما كانت الأماكن التي يرسلون منها تقاريرهم خطيرة، فهناك طرق بديلة” و”هذا ليس متوفرا للصحافيين المستقلين في مصر والدول الديكتاتورية الأخرى. ففي أي لحظة يمكن اعتقالهم ولا يسمع أي شيء عنهم” وهو ما اعتقده الصحافيون في موقع مدى مصر.

ووصفت لينا عطا الله، مديرة التحرير، اللحظة التي اقتيدت وزميليها في سيارة الشرطة: “زميلتي رنا ممدوح ومحمد حمامة وأنا قيدنا مع بعضنا البعض. واستخدمنا قربنا من أجل الضغط على قيودنا والتأكيد أن كل شيء سيكون على ما يرام. وبدأ تفكيرنا العملي بعمل حسابات وما يجب عمله (من سنخبر عن مكان اقتيادنا، وماذا سأعمل في خطط الكريسماس التي وعدت بها شقيقي، وأن مسودة تقرير عن عملنا في كل العام لم أقم بتأمينها على كمبيوتري المختطف)، وبقيت رنا ومحمد يغمغمان لي أن لا اعتراف لأننا هنا بخيارنا ولا مكان للاعتراف”.

وكما حدث استدارت العربة في الطريق إلى مركز الشرطة وتم الإفراج عنها. وكذا زلط. وبعد يومين اعتقل ثلاثة صحافيين، سلافة مجدي وزوجها حسام السيد ومحمد صلاح، من مقهى ويواجهون تهمة الانضمام لمنظمة إرهابية ونشر أخبار مزيفة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :