إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

صور ومشاهد من الباقورة الأردنية بعد استعادتها من إسرائيل


عمان جو - أيمن فضيلات-الباقورة/إربد

في أرضها تتشابك الأشجار المثمرة مع غابات النخيل، تنتج ما لذّ وطاب من أصناف الحمضيات والرطب والتمور، وعلى صوت خرير الماء المنساب في مجرى نهر الأردن الفاصل بين ضفتي الأرض الشرقية والغربية، وزقزقة الطيور المهاجرة والمستوطنة، يحلو التجول في أراضي الباقورة.
المتجول في مزارع الباقورة المستعادة بمحافظة أربد شمال العاصمة عمان نحو 120 كيلومترا يبهره المكان، وتأسره الطبيعة الخلابة للمنطقة، ورغم صغر مساحتها المقدرة بـ 820 دونما فإن التنوع الخضري يملأ المكان.

الشوارع المؤدية لمنطقة الباقورة المستعادة شهدت أعمال صيانة وتنظيف من قبل البلدية، ورش المياه استعدادا لاستقبال المواطنين المحتفلين باستعادة الأراضي، وحمل الشباب واليافعون الأعلام الأردنية ملوحين بها للمارة.

الباقورة المستعادة شهدت زيارة الملك عبد الله الثاني صباح اليوم، تفقد فيها المنطقة وجال في أرجائها، بعد أن كان قد أعلن أمس في افتتاح دورة مجلس الأمة استعادة الباقورة والغمر وبسط سيطرة المملكة على كل شبر منها.

وتقع الباقورة شرق نقطة التقاء نهريْ الأردن واليرموك بمحافظة إربد شمال المملكة، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي ستة آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) منها نحو 820 دونما هي الأراضي المستعادة من الاحتلال الإسرائيلي.


في أرضها الحمراء الخصبة يلتقي النهران، ويتحدان في مجرى واحد متجها جنوبا، فتسقى المزارع والأشجار المثمرة على حافتي النهر.

وفوق ملتقى النهرين يتربع مشروع بنحاس روتنبيرغ اليهودي لتوليد الكهرباء، بعدما منحته بريطانيا إبان الانتداب عام 1921 حق امتياز استغلال مياه نهري اليرموك والأردن لتوليد الطاقة الكهربائية لإنارة المدن الفلسطينية ولواء عجلون، لتسريع عجلة الهجرة اليهودية للأراضي الفلسطينية.

وكان الملك قد أعلن العام الماضي استعادة أراضي الباقورة والغمر، وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018 أبلغ الأردن الحكومة الإسرائيلية أن المملكة قررت عدم تجديد عقد تأجير تلك الأراضي.

محاصيل حقلية
وخلال فترة الاستئجار الإسرائيلي للمنطقة وفق بنود الاتفاقية كان المزارع الإسرائيلي يزرع الأرض بالمحاصيل الحقلية البعلية المعتمدة على مياه الأمطار، نظرا لغزارة الأمطار الهاطلة على المنطقة خلال الشتاء، وفق أهالي المنطقة.

وتلبس المنطقة حلتها الخضراء خلال الشتاء والربيع، متزينة بسهول القمح والشعير، والأعشاب الطبية والمزروعات الخضرية.

"المزارع الإسرائيلي توقف منذ الربيع الماضي عن زراعة الأرض المستعادة" كما يقول الستيني عبد الله الشواهين للجزيرة نت، فخلال الشتاء كانت تزرع المنطقة بالقمح والشعير وأعلاف الحيوانات نظرا لوفرة مياه الأمطار.

ويسترسل الشواهين في وصف الباقورة "لقد داست أرضها جيوش الإنقاذ العربي إبان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وشواهد الجيش العراقي مازالت شاهدة بالمنطقة".

معالم تاريخية
وتضم الباقورة معالم تاريخية بارزة، ففيها جسر المجامع/جسر اليرموك العثماني، وهو هيئة قوس تم بناؤه من الحجر مطلع عام 1900 لربط غرب الأردن بشرق فلسطين وجنوب سوريا بالسكة الحديدية الحجازية، وينتهي على ميناء حيفا.

وحرصت العصابات الصهيونية عام 1946 قبل احتلال الأراضي الفلسطينية على تدمير الجسر، لمنع وصول أي مساعدات أو إمدادات عربية للفلسطينيين، وفق سكان المنطقة.

الخمسيني فايز المغاربة تحدث للجزيرة نت قائلا إن أبرز المعالم بوابة السلام وتمثل منطقة العبور العسكرية، يصل إليها الزائر عبر جسر خشبي بناه سلاح الهندسة الملكي، بعد توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

وتمثل بوابة السلام -وفق المغاربة- المدخل الرئيسي للمزارعين الإسرائيليين إلى الأراضي المستأجرة بعد الموافقات الأمنية والتصاريح العسكرية، ومعلم آخر هو ساحة السلام وسارية العلم الأردني الشاهد على توقيع فصول من معاهدة السلام بين الطرفين، وفيه يتمكن السائح من رؤية هضبة الجولان السورية المحتلة بشكل واضح.

قبلة المتنزهين
وقد باتت الباقورة قبلة المتنزهين بعد استعادتها من الاحتلال الإسرائيلي، ورفع علم الأردن عليها، وبسط سيطرته على كل شبر منها، وتفتح قوات الجيش المكان للزوار طوال أيام العطلة الأسبوعية.

ويزور المنطقة نحو عشرة آلاف زائر أسبوعيا خلال العطل، وأعلنت شركات سياحية بدء تسيير رحلات سياحية للمنطقة خاصة هذه الفترة من العام لتميزها بالدفء وبدء حصاد موسم الحمضيات.

الأربعيني يوسف البشتاوي جاء للباقورة لتفقد مزارع الليمون، ففي هذه الفترة من كل عام "يكثر الزوار للمنطقة، يقصدونها للتنزه وشراء الحمضيات".

يقول إن هذا "سيفتح فرص عمل لشباب المنطقة العاطلين عن العمل" مشيرا إلى أن القوات المسلحة الأردنية "تقدّم الحراسات اللازمة".

يُشار إلى أنه وبعد ربع قرن من الاستئجار الإسرائيلي لمنطقة الباقورة وعودتها للأردن، ينتظر أهالي المنطقة الحدودية الاستثمارات السياحية والزراعية لإنعاشها وإعادة الروح لها.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :