إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

والدي مدمن مخدرات وزوجي يذلني به وفكرت في الانتحار


عمان جو _

صباح الخير...
أكتب اليك بعد أن أظلمت الدنيا في عيني و عاودت التفكير في الانتحار.. حياتي معقدة و قصتي أكثر تعقيدا... بدأت المشاكل في بيتنا حينما بدأ والدي طريق المخدرات ليهرب من واقع مرير: زيادة رهيبة في السعار و مرتبه المحدود كموظف في إدراة حكومية. عشت سنوات طفولتي و مراهقتي في خوف من الخلافات و الشجار حينما يعود أبي آخر الليل و تهديد أمي بالإنفصال حينما تضيق بها الدنيا. وافقت على أول شاب طلبني للزواج بدون تفكير أو تردد، كان بالنسبة لي طوق النجاة. نصحتني أمي بأنه من الحكمة أن نخفي- أطول فترة ممكنة- طبيعة حياتنا الأسرية، حتى أظل كبيرة في نظره. و هذا ما رفضته من البداية. و قررت أن اخبره بكل شئ، لكن في كل مرة، تقف الكلمات في حلقي، قلت في نفسي أن الستر أولى بأي مسلم عاصي، فمن ستره الله لا نفضحه.
إستدانت أمي و ساعدها خالي و تزوجت بعد شهر واحد من الخطبة.. كنت دائمة التفكير في معاناة إخوتي و أمي و قررت تسديد هذه الديون بعد أن انتهي من دراستي الجامعية. في بداية زواجنا، كان "هاني" شديد التحكم و السيطرة، و لم يكن ذلك يزعجني كثيرا، طالما يعمل و يعود للبيت دون أن يترنح فهو زوج محترم. بعد شهور قليلة، نجحت في الفرقة الرابعة بتفوق. و التحقت بوظيفة في شركة خاصة يملكها أحد أساتذتي، نظرا لجديتي التي لاحظها خلال تدريسه لنا. شعرت أن هذا رزق أمي و أخوتي، فقد كان حلمي الوحيد هو تسديد ديون أمي و تخفيف معاناة أخوتي الصغار.

في اليوم التالي، إعتذر لي عن ضربي و إهانتي لكنه صمم أن أنفق راتبي كاملا في البيت. شرحت له أني ملتزمة بسداد ديون والدتي لأنها مهددة بالسجن بسبب اقساط جهازي. قال انه لا يعبأ فهذه ليست مشكلته. عرضت عليه بيع الأجهزة الكهربائية التي اشترتها أمي لسداد الأقساط المتأخرة فرفض، برغم إنه ميسور ماديا !
بعد هذا اليوم، تحولت حياتي تماما، فأصبحت الإهانة و الضرب جزء من حياتنا اليومية، و انا لا استطيع أن أخبر أهلي بشئ فعندهم من الهموم ما يكفيهم. قال لي: "احمدي ربك اني انتشلتك من الوحل!!!"
فكرت في الانتحار كثيرا حينما كان والدي يتشاجر مع أمي عند عودته في منتصف الليل، و اليوم عاودني التفكير في الانتحار، كيف استمر مع انسان بهذه البشاعة و كيف أعود لبيت أبي وقد ارتاحوا من واحدة في انتظار أن يلحق بها الباقي لتنتهي معاناة أمي و تتوقف عن البكاء...

الرد...
إبنتي الحبيبة... وددت أن أكون بجوارك حتى أربت على كتفك وأشكرلك مشاعر العرفان والتقدير لتضحيات والدتك و رغبتك في مساندة أسرتك و التخفيف عنها.
حبيبتي الغالية... الحياة مليئة بالابتلاءات وهي ليست مجرد صدمات نتعرض لها، لكنها دروس تساعدنا للوصول للمرحلة النضوج الفكري و النفسي و العاطفي. أقدر ما تعرضتي له من ألم و إهانة... كما أتفهم عدم رغبتك في إضافة مزيد من الهموم لأمك، لكن هل تتصورين أن صدمة موتك منتحرة تتحملها أمك و اخوتك؟ أم وجودك وسطهم لمساندتهم ماديا و نفسيا و ربما ساعدتي والدك على العلاج من الادمان بعد تسديد ديون والدتك حتى لا تتعرض للسجن. أنا لن أتناول الانتحار من المنظور الديني، لكني أرى أنك إنسانة ناجحة في حياتك العملية و أمامك حياة كاملة، جعل الله لك دورا فيها و رسالة اصطفاك لها... لعلمه أنك على مستوى هذا الاختبار، الذي أعلم يقيناً أنك ستنجحين فيه...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :