إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

القراءة الخطأ للاحداث في المنطقة!!


الكاتب : الاستاذ الدكتور عبدالرزاق الدليمي

عمان جو - البروفسور عبدالرزاق الدليمي

كلية الاعلام /جامعة البترا

صرح جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، بأن "صفقة القرن" ستعلن بعد شهر رمضان. وأضاف كوشنر، المفوض الأميركي المسؤول عن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، ومقترحفي الشرق الأوسط وفقا لجاريد كوشنر يتطلب تنازلات من الجانبين ، وان يتحلى العرب بذهن منفتح .، إن خطة السلام ستعلن بعدما تشكل إسرائيل حكومة ائتلافية، في أعقاب فوز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالانتخابات، بعد انتهاء شهر رمضان أي في أوائل يونيو المقبل.

إن المبادرة التي من المتوقع أن يتم طرحها في الأسابيع القريبة ستعرض على الفلسطينيين نسخة محسنة من الوضع الراهن، مع إبراز "الحكم الذاتي" على حساب "السيادة"، بحسب تقرير لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) وتجنب موضوع إقامة دولة فلسطينية وأن تعتمد واشنطن على عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات والاستثمار للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك لمصر والأردن، بدعم عالمي ومن دول الخليج العربي!!!

اسوق هذه المقدمة كمدخل لفهم احد اهم اهداف هذه الفوضى الدعائية في المنطقة والتي عنوانها المضلل الكبير احتمالية الصدام العسكري بين الولايات المتحدة الامريكية والنظام الايراني.

ولتوضيح الموضوع بصبغة علمية اعلامية سأوضح الفكرة من خلال عرض تطبيق اعلامي خطير اسمه(Spin)

توظيف السبين الإعلامي (Spin) فيما يحدث في واقعنا العربي

السبين: هو خطه مدروسة، مقصودة وقصيرة المدى، يقوم بإعدادها اجهزه دعائية متخصصة(المطبخ الدعائي الامريكي الصهيوني) او أشخاص أو جهات جماهيرية بهدف تركيز انتباه الجمهورأثناء التغطية الإعلامية بشيء اخر(الصراع الامريكي الايراني في منطقتنا الان)، لصرف النظرعن شئ مهم ( تمرير صفقة القرن) والقيام بالتضليل حول حقائق القصة أو تفسيراتها. "السبين" موجود على حد دقيق بين الحقيقة والكذب، ويتميز بكونه كذب أبيض، يهدف عادةَ الى صرف أنظار وسائل الاعلام ومن خلالها الجمهور وخلق "ضوء" يبهر "أعين" وسائل الإعلام ويصرف انتباهها عن موضوع أو في تضليل في تغطية قصة إعلامية. في الآونة الأخيرة كثر استخدام مصطلح "السبين" في العالم السياسي والإعلامي. مصدر التسمية أصله من الحركة الدورانية للكرة التي يلقيها أحد اللاعبين باتجاه اللاعب مع المضرب في لعبة البيسبول. سرعة السبين تمثل مقياس لقدرة رامي الكرات.

تطبيقات سبين عبارة عن مبادرة من قبل السياسين (ادارة ترمب ) لأشغال وسائل الإعلام بموضوع معين(المخاوف من النظام الايراني) والتغاضي عن مواضيع أخرى مهمة (صفقة القرن)، بحيث يريد السياسي من خلال ظاهرة " السبين " اشغال الأجندة الإعلامية والجماهيرية بالاتجاهات المريحة له، وكل ذلك بهدف "تغطية" أو "تصليح" نتائج لأحداث غير مُرضية قد حدثت او ستحدث.   ويمكن ذلك عن طريق تأليف قصص تتوافق مع أهداف السياسي.  فالسياسي يحاول من خلال " السبين " تشريد وإبعاد الانتباه عما يجري طبخه بهدوء والاهتمام بأمور تضخممها وسائل الدعاية وتظهرها على انها اكثر اهمية وخطورة ، وبالمقابل مدح وتمجيد السياسي بالطريقة المرغوب فيها (ادارة ترامب)، وبذلك يكسب السياسي دعم وتأييد الجمهور له.

ورغم كل ما قيل ويقال من تكهنات وتحليلات عن احتمال قيام مواجهات عسكرية وشيكة بين النظام الايراني والقوات الامريكية المحتشدة بكثافة في الخليج العربي لاتزال بعيدة المنال عن من يتمنونها  ذلك ان سياسة عض الاصابع بين الطرفين لا ينبئ لحد الان بنية اي منهما ان يبادر الى اشعال فتيل المواجهه العسكرية المرتقبة سيما اذا علمنا ان الطرفين (ربما) طبخا السيناريوهات التي تنفذ بالتعاقب وبتوزيع الادوار بطريقة محكمة  الامر الذي ادخل كثير من الجهات في نفق مظلم بما فيهم من يعتقد انه قادر على هضم وتفسير وتحليل ما يجري على مدار ساعات اليوم التي تفاجئ اغلبهم باحداث تغير قناعاتهم بين ساعة واخرى.

ان الامر الذي نراه بوضوح كما نرى فيه شمس النهار في الصيف ان طول تاريخ الحقبات الزمنية التي مرت بها الانظمة المختلفة التي حمكت ما يسمى اليوم بايران تثبت انها تتبع سياسة الحليف المساند لكل القوى الخارجية الغازية التي تستهدف شعوب المنطقة وفي مقدمتهم العرب والمسلمين ونظام الملالي الذي ابتليت به الشعوب المكونة لما يسمى الجمهورية الاسلامية(العرب والاكراد والبلوش والاذريين وغيرهم) كما ابتلينا جميعا به كان احد اهم العوامل الداعمة للامبريالية العالمية والكيان الصهيوني في احتلال العراق وافغانستان وتدمير سوريا واليمن ولبنان وخلق ظاهرة اللا استقرار في عموم المنطقة العربية .

ويخطئ كثيرا من اعتقد ان النظام في ايران يمكن ان يكون ضد مصالح الغرب والكيان الصهيوني والعكس هو الصحيح تماما فالنظام الايراني  خطط له لان يرتدى لباس الدين ليس ليشوهه بشكل منظم حسب بل  ويعطي الشرعية للكيان الصهيوني لاعلان الدولة اليهودية التي طالما خطط لها واذا عدنا لمقولات كبار الزعماء الصهاينة قبل عقود من الان لوجدنا ان كل ما تنبئوا به وكان العرب يرون به ضرب من الخيال اصبح اليوم واقعا ملزما ومفروضا على العرب بسبب التناغم والتنسيق وتوزيع الادوار بين العدو الفارسي والعدو الصهيوني فبدل ان نتلمس الخطى نحو وحدة الامة العربية وصلنا الى مرحلة تجاوزت فيه الانظمة المفروضة على الشعب العربي صراع الديكة والحفاظ على الكراسي الى مرحلة الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد عرقيا ودينيا وطائفيا ومناطقيا ... ولا ندري ماذا سيكون الصراع اللاحق بيننا؟!

ان مشكلتنا ليس مع الصهاينة والفرس بل مع من يحكموننا وبعض من الذين يصدعون رؤسنا بالتنظير خارج سقف الواقع والحقيقة لانهم كما يقول ابا ايبان1972 (لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون).

 

Abedd2005@gmail.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :