عمان جو - شادي سمحان

أدرك أن الاستثمار في العنصر البشري هو الإنجاز الحقيقي .. فسار بخطى ثابتة وواضحة بخطوات من الصبر والهمة العالية ... يسابق الزمن ويشق طريقه بقفزات نوعية وتطورات متلاحقة ليصنع لنفسه مكانة بين اصحاب الرأي والعلم .. والانسانية ...

الدكتور جمال التميمي -رحمه الله- .. أنموذجاً من الأكاديميين التي لا تكتفي الأسطر والكلمات في وصف هامة بقامته .. أنموذج الجِّد والاجتهاد في بذل العطاء والعمل الدؤوب.. أنموذج الدكتور الجامعي الذي نسج من خيوط الشمس ثوب رخاء لمصلحة طلبته ..

بدأ رحلته - رحمه الله - .. رحلة الانفتاح على الطلبة والتقرب من اهتماماتهم والجلوس معهم على مقاعد مدرجاتهم واستراحاتهم ومطاعمهم والاستماع الى همومهم ومطالبهم .. وتحقيق هدفهم في تحصيل علمي متميز بفعالية واقتدار .. فنجح - رحمه الله- في توطيد الثقة بين الطلبة والهيئة التدريسية من جهة والأكاديميين من جانب آخر.. وتحفيزهم على مطالب البحث العلمي..

وبقي الدكتور التميمي على العهد .. داعماً ومسانداً لطلبته على الدوام .. ايماناً منه بأن تأخذ الاجيال الجديدة مكانها وتحمل على عاتقها رسالة التقدم والرقي.. ويضيؤوا صفحة جديدة من صفحات الوطن ..

وفي ليلة غاب قمرها .. كتبت الاقدار رحيل دكتورنا جمال التميمي.. فارتقى بسجله الحافل الى طلائع العلماء ومفكريهم .. لذا سيبقى اسمك محفوراً في الأردنية على جذوع أشجارها.. وبين جفون طلبتها.. وعلى صفحات تاريخها المشرق.. معلماً وأخاً وصديقاً ومرشداً وموجهاً مكان فخر وتقدير دائم ..

أيها القبر ترفق بجثمان دكتورنا الجليل .. فقد كان أتم الرجال سريرة وخُلقاً .. فاخرت الدنيا بطيبه وكرمه .. كان ابتسامة في ثغر طلبته .. واليوم سراً غامضاً في جوفها ..

رحمك الله دكتور جمال التميمي ... فرحيلك أوجعنا