إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الطراونة يكتب: "سلامٌ عليكِ يا معان"


عمان جو - بقلم: خالد زعل الطراونه

سلامٌ عليكِ يا معان ،وسلامٌ عليكم يا أهل معان ، سلامٌ عليكم يا "هل الجردا " ، ومن لا يعرف الجردا ، فهي الخيل المُطهمَه غير المسروجه التي كان فرسان معان ، يمتطونها على عَجَلْ ، عندما تباغتهم غزوات مفاجئه ، كسباً للوقت ، وتحقيقاً لمبدأ سرعة الأستجابه ، وهذه لا يقوى عليها الاّ الفرسان الأقحاح !

سلامٌ عليكم ، يا أهل الرفاده ، يامن سجلتم في سِفرِ معانَ والوطن ، صفحات مضيئه ومُشرفه في أستقبالكم الدافئ كل عام حجاج بيت الله الحرام ، في "مدينة الحجاج" ، التي أضحت معلماً تميّزت بِه معان الحبيبه
سلامٌ على كل شيخٍ وشاب ، وسيده ، وطفل ، من احبتنا في مدينة التاريخ ، ومن لم يقرأ معان جيداً ، لم يقرأ تاريخ هذا الوطن الغالي ...

معان ، يا حاضرةً ، قبعت في جوف الصحراء ، وأستلهمت من صبرها صبراً ، ومن قسوتها عزيمةً ، مكانكِ يا معان في خاصرة الوطن ، مع أنكِ قلبه النابض ، وألمُ الخاصره يفتت القلب !

وسلامٌ عليكم أبنائنا من منتسبي الأجهزه الأمنيه جميعها ، وأنتم تقومون بواجباتكم المقدسه ، فنحن لا نوصيكم بالأهل في معان ، ولا نوصي الأهل والأحبّه في معان بِكم ، فَهُم وأنتم روحٌ واحده في جسدٍ واحد ، وأنتم وهم لعمري مبتلون بسموم فتنه ، بدأت تُطل برأسها مثل رؤوس الأفاعي السامّهْ من خارج أسوار الوطن ، وأنتم ايها الأحبّه ، الرِجال الرِجال ، الذين خبرناكم وعرفناكم ، أنتم الأقدر والأجدر ، والأكفأ ، على وأدها في مهدها ...

أيها الأهل والأحبه في معان السؤدد ، أنتم على ثغره من ثغور الوطن ، وأي ثغره ، أنها معان النخوه ، والفروسيه ، والرجوله ، معان الجود والعطاء ، التي قدمت ولا تزال تُقّدِم للوطن ، خيرة الخيره من أبنائها ، بُناةٌ حقيقيون ، ورجال مواقف ، في كل مؤسسات الدوله الأردنيه ، رجالٌ تميزوا حنكةً ودرايةً ، وقادةً عِظام .. معان التي من رحمها تولد الوجاهات الفَذه ، أجيالٌ تترى ، والأصل هو الأصل ، والتقليد ذات التقليد ، سماحةً ، وسعة صدر ، وحكمةً ...

أحبتي في معان : نعم أنتم دون غيركم ، القادرون ، المقتدرون ، على وأد أي فتنه دخيله ، تأتينا متقشبه حِلة ظاهرها لين وباطنها جمرٌلابل نارٌ ، قد تطال أذا ما أستشرت ، لتأتي على الأخضر واليابِس { لا قَدر الله } ، أنتم على هذه الثغره الغاليه من ثغور الوطن ، فلا يُأتيَنَ من قبلكم ، ولن يأتينَ من قبلكم بعون الله ، ومن ثم بِهِممِكم العاليه...

في الحبيبه معان ، وفي شقيقاتها من المدن الأردنيه ، ثمة من خرجوا عن القانون ، بِمسلكياتٍ ، لا تُمثل الاّ من سلكوها ولا تمتُ لعاداتنا الأصيله بأية صله ، مثل هؤلاء ، وهم بِفضل الله ، قِلةٌ قليله ، فليكن القانون هو سيدُ الموقف ، في مواجهتهم ، وندعو لهم بالصلاح والرشاد ، ولا يخفى على كل ذي بصيره ، أن الأردن ، الذي تضاعف عدد سكانه خلال أقل من عامين الى ما يربو على التسعة ملايين نسمه ، من وافدين ولاجئين وفارين من ويلات حروب أهليه أبتلوا فيها ، خلق هؤلاء تغييراً في بُنى المجتمع الأردني ، فيما جلب البعض منهم من أفكار ، وعادات لا تتماهى وعاداتنا نحن ، فعلينا التنبه ، وأخذ الحيطه والحذر ، ولنكن عوناً لِمؤسساتنا الأمنيه التي نفاخر بها الدنيا ، خبرةً ، ومهنيةً ، وأقتداراً ... فلنكن عوناً لها على صيانة الأمن والسلم المجتمعي ، وازعم أن كل فردٍ فينا مسؤول ، وتقع على عاتقه المسؤوليه في هذا ...

في الخاطر يا معان ، بوحٌ كثير ، لاتسعفني فيه سطور ، وفي القلبِ حبٌ كبير ، لأهلك الطيبين الأخيار { فكّاكين النَشب} مكرمي الضيف ، رافضي الحيف ، مُغيثي الملهوف ، وفي سِجلِ ذاكرتي الكثير الكثير عن هذه الشمائل الطيبه لأهلنا في معان الغاليه ...
وفي الختام ، أردّدُ بعضاً مما قاله ابي العلاء المعرّي في "معان" ، من قصيدة مُطوله :
ويُطلبُ منكِ ، ماهو فيكِ طبعٌ *** ومطلوبٌ من اللِسن الـبيـــــــانُ
ستـفديكِ المكـارِم راضــياتٌ *** وما منها بِفديتُكِ أمتنــــــــــــــانُ
أذا صالت ، فأنتِ لهــا يمينٌ *** وأن نطقت ، فأنتِ لها لســـــانُ




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :