إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نتائج بلدية إسطنبول دعوة لأردوغان كي يغير أساليبه


عمان جو- قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قامر وخسر في إسطبنول، فبعد خسارة حزبه المدينة التجارية المهمة في انتخابات آذار (مارس) بهامش ضيق لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو رد سكانها ومنحوه تصويتا أعلى وكانت النتيجة فوزا للديمقراطية.

ودعت الصحيفة أردوغان أن يعيد التفكير في سياسته بعد الهزيمة الكبيرة له. ويجب عليه أن يفكر بهدوء في الكيفية التي سيرد فيها على الهزيمة.

فالهزيمة في العاصمة التجارية لتركيا هي “ضربة رمزية قوية”، فهي نفس المدينة التي منحت أردوغان الانطلاقة السياسية كعمدة لها قبل 25 عاما.

وبالإضافة لنتائج انتخابات آذار (مارس) فقد خسر حزب العدالة والتنمية السيطرة على كل المدن الرئيسية في تركيا تقريبا.

وتمثل الهزيمة خسارة قوية، فقد سيطر الحزب ولسنوات على ميزانية 4 مليارات دولار للمدينة بشكل سمح له بالحفاظ على شبكات تعتبر مهمة له وتدعمه، وكانت قدرته على تقديم عقود الشراء وتقديم الخدمات مهمة له ولنجاحه في الإنتخابات وبالضرورة البقاء في السلطة.

وأمام نكسة الخسارة الأولى والإعادة يواجه أردوغان نكسة ثالثة وهي عودة المعارضة التي انتعشت من فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو وشركائه السياسيين. ولطالما همش الحزب بنزعته القومية والعلمانية قطاعات واسعة من الشعب التركي المسلم والناخبين الأكراد.

وبدلا من ذلك غير إمام أوغلو الرؤية حيث خاض الإنتخابات على قائم شاملة وصام رمضان واستطاع جذب قطاعات من المحافظين الذين صوتوا في السابق لحزب العدالة والتنمية. واستطاع حزب الشعب الجمهوري تشكيل تحالف ضم الأحزاب الكردية.

وتقول الصحيفة إن فوز المعارضة تشير إلى أن هناك ملامح من الديمقراطية لا تزال حية لكن يجب أن لا يعمي حقيقة القمع الذي مارسه أردوغان في مجالات أخرى. فقد سجن عشرات الألاف من المدرسين والموظفين في مجال الخدمة المدنية وضباط الشرطة والجيش في أعقاب المحاولة الإنقلابية الفاشلة في تموز (يوليو) 2016.

فيما خسر ألاف من الموظفين وظائفهم. ففي نفس اليوم الذي أعلنت فيه نتائج جولة الإعادة قدم 16 شخصا بتهم التخطيط للتظاهرات التي انتشرت في معظم أنحاء تركيا احتجاجا على خطط للحكومة في منتزه باسطنبول.

وترى الصحيفة أن الطريقة التي يتصرف فيها أردوغان الآن مهمة.

وقد يحاول خنق الميزانية لرئيس البلدية الجديد ويلاحق قادة الحزب الفائز في المحاكم. ولكن محاولة الضغط على المؤسسات الديمقراطية مع تجاهل السخط الإقتصادي الذي يقع في جوهر مشاكل حزب العدالة والتنمية سيقود إلى طريق خطير وضغوط جديدة على الحكومة. والرد الأفضل هو العودة للمسار الذي جعل أردوغان ناجحا في المقام الأول وهو التركيز على النمو المستدام وخلف وظائف.

وهذا يعني التخلي عن الأفكار غير الأرثوذكسية مثل الإعتقاد بأن فائدة عالية قد تؤدي إلى التضخم ومنح البنك المركزي استقلاليته وتغيير وزير المالية، صهر الرئيس بيرات البيرق ومنح خليفته مساحة للقيام بإصلاحات بنيوية.

وهذا يعني إعادة بناء العلاقات مع الغرب التي قد تزداد سوءا مع إصرار تركيا على شراء المنظومة الصاروخية أس-400 من روسيا بالإضافة للتخلص من النزاعات الإستبدادية.

وقد تبدو هذه مطالب بعيدة المدى إلا أن أردوغان اثبت في الماضي مرونة في تغيير المواقف عندما يرى أنها تخدم مصالحه.

ويحتاج أردوغان للتغير، وإن لم تكن فقط نتائج اسطنبول التي كانت بداية حياته السياسية وقد تكون بداية النهاية لتسيده السياسة التركية.

اقرأ أيضاً.. 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :