إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

“زفاف بلا عريس” .. غياب الفلسطينيين يُفشل “ورشة المنامة”


عمان جو- اضطرت الإدارة الأمريكية إلى عدم دعوة ممثلين عن إسرائيل، إلى ورشة العمل، التي تنظمها في العاصمة البحرينية المنامة، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ولكنها ستتمثل من خلال رجال أعمال.

وبغياب الفلسطينيين، سلطة ورجال أعمال، عن الورشة، التي تعرض الادارة الأمريكية فيها الشق الاقتصادي من خطة “صفقة القرن”، فإن التراجع الأمريكي عن دعوة وزير المالية الاسرائيلي موشيه كاحلون، كان متوقعا.

“بغياب العريس فإن تواجد العروس في حفل الزفاف لا معنى له”، قال مردخاي كيدار، المحاضر والباحث في علوم العالم العربي والإسلام في جامعة بار إيلان الإسرائيلية.

وأضاف كيدار:” الحكومة الإسرائيلية لن تتمثل رسميا في ورشة العمل، ولكنها ستتواجد من خلال رجال أعمال، وأنا لا أعرف سبب عدم دعوة اسرائيل رسميا، ولكن ربما يكون ذلك نتائج عدم المشاركة الفلسطينية، وإسرائيل لا تريد ان تظهر وكأنها تسيطر في مؤتمر لا يتواجد فيه الفلسطينيون”.

وتابع كيدار:” ليس لدى اسرائيل توقعات كبيرة من هذه الورشة، لأن المقاطعة الفلسطينية تجعل منها حفل زفاف بدون عريس، وبطبيعة الحال فلا مجال لإنجاح الزواج إذا حضرت العروس، وغاب العريس، حتى لو تواجد الشهود”.

ويتفق يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الاسرائيلي، مع كيدار، بأن اسرائيل لا تعلق آمالا كبيرة على ورشة العمل، ولكنها تنوي ان تبني على مخرجاتها.

وقال بن مناحيم:” لا تعلق إسرائيل آمالا على ورشة العمل في البحرين، ولا تتوقع منه أي شيء كبير، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يهتم فقط بالانتخابات في سبتمبر/أيلول المقبل، وتشكيل الحكومة القادمة ومن ثم سيمضي قدما في مخططه السياسي”.

وأضاف بن مناحيم:” لن تنشر الادارة الأمريكية خطتها السياسية إلا بعد الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل الحكومة القادمة، وكلنا نعلم أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذه الخطة بأي حال”.

وتابع المحلل السياسي الاسرائيلي:” بعد تشكيل الحكومة القادمة، سيقول نتنياهو إن الفلسطينيين رفضوا الخطة الأمريكية وعليه فإنه سيضم أجزاء من الضفة الغربية، وسيجد تأييدا لهكذا خطوة من الادارة الأمريكية…هذا ما يهم نتنياهو وهذا ما يتطلع له، أما ورشة البحرين فهي مجرد خطوة على الطريق لا أكثر”.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميا في القمتين العربية والاسلامية اللتين عقدتا في السعودية، نهاية مايو/أيار الماضي عدم مشاركة فلسطين في الورشة.

كما أعلن رجال أعمال فلسطينيون، رفضهم دعوات وجهها لهم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، بصورة شخصية للمشاركة في أعمال الورشة.

وتتضمن “صفقة القرن”، شقين، الأول اقتصادي من المزمع الافصاح عنه في البحرين، والآخر سياسي، أرجأت الإدارة الأمريكية مرارا الاعلان عنه، وسط تقديرات بكشفه بعد اتضاح نتائج الانتخابات الاسرائيلية المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال أودي ديكل، الرئيس السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي في هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، إن الشق الاقتصادي من الخطة يتضمن “خطة اقتصادية عريضة تقدر قيمتها بنحو 65 مليار دولار على مدى عشر سنوات- دون وضوح حول الجهة التي ستمولها.

وأضاف ديكل في دراسة صدرت، الأحد، عن معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل ابيب وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منها:” الهدف من ذلك هو استخدام الإطار الاقتصادي لبناء قدرات كيان فلسطيني مستقل وفعّال، وكذلك كإغراء، لجعل الخطة مرغوبة بشكل رئيسي بين الجمهور الفلسطيني ولتخفيف الاعتراضات ودفع الأمور إلى الأمام”.

وتابع:” من المتوقع أن يقدم الأمريكيون المكاسب الاقتصادية المتوقعة للجانبين، والمنطقة، إذا تم قبول الخطة وتنفيذها؛ الفلسطينيون من جانبهم، أعلنوا أنهم سيقاطعون الحدث؛ على الجانب الآخر، سيشارك رجال أعمال إسرائيليون، ويبنون مستوى إضافيًا من العلاقات العامة بين إسرائيل والدول السنية في الخليج”.

وكان الرئيس الفلسطيني عباس، قد أعلن مرارا رفض الفلسطينيين للخطة الأمريكية (صفقة القرن) بسبب ما تسرب عنها من شطب لقضيتي القدس واللاجئين، وعدم نصها صراحة على تبني حل الدولتين.

وفي هذا الصدد قال ديكل:” تشير التفاصيل المسربة عن الخطة إلى أنها تأخذ في الاعتبار مواقف الحكومة الإسرائيلية والاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وتعترف أيضًا بالحقائق على أرض الواقع خلال السنوات الخمسين الماضية، لهذا السبب أعلن المسؤولون الفلسطينيون أنهم لن يقبلوا بالخطة”.

وأضاف:” إن الطريقة الأكثر ملاءمة للبيت الأبيض هي تأجيل عرض العنصر السياسي للخطة، والتي تتناول القضايا الأكثر حساسية – الحدود والأمن، ووضع القدس، والمستوطنات، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين- حتى بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستعقد في 17 سبتمبر/أيلول 2019″.

ورأى ديكل أن الهدف الاستراتيجي لخطة ترامب، أوسع بكثير من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فالإدارة مهتمة بتكوين جديد للشرق الأوسط، والجمع بين تحالف عربي أمريكي وإسرائيلي، ومن خلال ذلك، دعم التحالف المناهض لإيران والجهاديين الناشئين.

ولا تقيم البحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن ترجيحات راجت في الأشهر الماضية بأنها جاهزة لهكذا علاقات في الوقت المناسب.

ومن المتوقع أن يفسح تواجد رجال أعمال اسرائيليين في الورشة، الطريق أمام إقامة علاقات مع رجال أعمال عرب، بالأخص من دول الخليج، من المرجح مشاركتهم أيضا.

ويرى كيدار بأن الانفتاح الأخير من قبل بعض دول الخليج على اسرائيل “يعكس إدراكا لحقيقة الوضع على الأرض”، حسب تعبيره.

وقال:” بعد مرور 52 عاما (على حرب عام 1967)، هناك إدراك متزايد بأن اسرائيل هي جزء من منطقة الشرق الاوسط، فلا يمكن شطبها أو تهديدها بالاندثار”.

ولكن بن مناحيم، أشار إلى أن ما تتطلع اليه إسرائيل، هو التطبيع العلني مع الدول العربية.

وقال بن مناحيم:” هناك علاقات اقتصادية إسرائيلية مع رجال أعمال في العديد من الدول العربية، ولكنها قائمة تحت الطاولة، وما تريده إسرائيل هو تطبيع علني على الطاولة وليس تحتها”.

المصدر(الأناضول)

اقرأ أيضاً.. 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :