إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اليغري .. كَكُل الإيطَاليِّين ، يُتقن ربْطَة العُنق ولَا يَعرف الكَلَام ..


عمان جو - عمر ابو زيد -


نضع العُنوان جَانباً ، و لنتحدث قليلاً عمّا جَرى ،

اجتماع دام لِسَاعات طويلة ، و تم الاتفاق بالتراضي ان المدرب الايطالي "اليغري" خارج أسوار الارينا يوفي نهاية الموسم ، من الأمور التِي سُربت من الاجتماع ، انه كانت هُناك مواجهة مُباشرة بين نائب الرئيس "نيدفيد" و الرئيس "انيللي" ، جاء عَلى لسان التشيكي ، إن بقي "اليغري" سأرحل أنا !!!

لا عَلينا من كلامه ، لان الرئيس و نائب الرئيس لديهم نظرة مستقبلية ، بالمُصطلح الأصح ، مشروع جديد بعد نجاح المشروع الأول في زمن قياسي و بأسلوب ممتاز و عوائد كُروية و مالية كما يريدون و أكثر ،

"ماسيلميانو" ، كالكثير من المُدربين ، سيء الحظ أنه أتى في وقت عملية تحديث الكُرة ، و تغيّر شكلها ، و طبعاً بوجود جُنون الإسبَان ،

لن نتكلم طويلاً تاريخياً ، لكنه قدم كرة قدم ممتازة مع ميلان ، و هُنا نُقطة مهمة سنتحدث عنها تباعاً ، وهي خُروجه أمام "برشلونة" في البطولة الأوروبية ،

الكلمات هي كالتالي ، هذا المُدرب جبان !!

بداية الجُبن ، هُو أن لا تُقدم على دُخول التحديّات ، أو الدُخول في أمور ظاهرياً هي أكبر مِنك ،
بدأ مع ميلان ، قادماً من كالياري ، عادة المدربين في إيطاليا أن يتدرجوا ، لكن هذا الميلان ، في فترة كان جاره وخصمه الازلي يُدمر الخصوم ،
سحب البساط من جاره في اول اختبار وُتوّج باللقب ، عدد الألقاب ، لا يُهم ، الفريق تطور و تحسن بشكل ممتاز ،
يدور في خاطركم سؤال ، ماذا فعل أوروبياً ، لا تستعجلوا الأمور ،

أنا كمُشجع لهذه الألوان ، الابيض و الأسود ، جميعاً من الجيل القديم و الجديد ، يُحب وما زال يُحب و يُشجعه أينما حل ، "انطونيو كونتي" ، لكن عُذراً ، "كونتي" هُو الجبان ،
عندما فشل في الوقوف أمام "ريال مدريد" مع انه قدم اداء جيد امام البطل الإسباني ،
كعادته السيئة ، طالب الإدارة بضرورة دخول ميركاتو قوي ، وطبعاً ، ما زال مشروع "انييللي" في منتصفه ، لذلك من الصعب تغيير النهج في موسم او موسمين ،
على الساحة صفقة اللاعب الصاعد "ايتوربي" ، و التي انتظر الجمهور اعلان التعاقد معه ، في اليوم التالي أعلن "روما" الصفقة باسمه ،
على طاولة الرئيس "انييللي" استقالة "كونتي" مُوقعة بخط يديه ،

لم يكن هناك وقت كثير لاختيار المدرب ، و بكُل صراحة ، إدارة "اليوفنتوس" لن تستطيع إقناع مدرب كبير بقيادة الفريق ، الميركاتو متوسط ان لم يَكُن اقل ، و الراتب قليل ، في وقت كانت أوروبا تَعُج بالنجوم ، من ثنائيات "البايرن" ، و أموال "باريس ، السيتي" ، و قطبي الإسبَان و الكثير ،

بعد محادثات ليست طويلة ، "اليغري" هو المدرب الرسمي لـ "اليوفنتوس" ،

بطولاته مع "اليوفنتوس" الجميع يعرفها ، ولا أظن انها ستتكرر محلياً ابداً ، لذلك سننتقل لنتحدث عنه بشكل فني ولكن بطريقة بسيطة ،

"اليغري" كجميع الإيطاليين من المدربين ، لا يلعب الكرة الا بالاتزان ، لماذا ؟ بكُل بساطة ، ليس جُبناً ، او هذه المصطلحات التُي تُطلق في المسلسلات والأفلام الدرامية ، ليس شُجاع وما إلى ذلك ،
السبب ، لانه مُدرب نشأ على هذا ، لاعباً ومُدرباً ، هذا شيء عاش به ومع الوقت أصلح أسلوبه و لا يُتقن سواه ، وهذه نُقطة مهمة سيأتي ذكرها بعد قليل ، هذا ما يُتقنه ،

"اليغري" ، لعب بـ (3-5-2) ولأنه شاهد نجاحها محلياً و ضُعفها أوروبياً ، حاول دمج الفريق في المنظومتين ،
من المُدربين القلائل الذي استطاعوا تطبيق ازدواجية الشكل الفني بنجاح ، و تأقلم اللاعبون بأفضل طريقة ،
"اليوفنتوس" ظهر بـ (3-4-3) و (4-2-3-1) و طبعاً الـ (3-5-2) و في آخر المواسم بـ (4-4-2) ،
عفواً صديقي القارئ ، لا اتحدث في الموسم ، بل في المباريات !!! نعم في نفس المباراة الواحدة ظهرت هذه التحولات الفنية ،

المدربون بشكل عام ، يميلون لقسمين ، إمّا فرض الأسلوب و اجبار الخصم على استقباله ، او وضع اكثر من خُطة فنية و اللعب على مفاجأة الخصم و السيطرة على النتيجة ! وليس الخصم طبعاً ،

هذا الاختيارات التي تحدثت عنها في الفقرة السابقة للمدربين ، ليست نشأة اللحظة ، بل منذ سنوات التحضير كمُدرب وقبلها كلاعب ، لا دخل بنوعية اللاعبين او هل هؤلاء اللاعبون شكلهم هجومي و يمتلكون مقومات هجومية فـ لماذا لا يُهاجم ،
مثال بسيط ، لو درب "غوارديولا" ، "اليوفنتوس" في العام الماضي مثلاً ، طبعاً سيظهر الفريق بشكل هجومي ، لو دربه "سيمويني" ، بالتأكيد سيظهر بشكل دفاعي ، لو دربه "زيدان" سيظهر بشكل مُتزن بين الاول و الثاني ، و كذلك أستاذه "انشيلوتي" ،

هذا لأن لكل مُدرب أسلوب يُتقنه ، لا تعتمد الأمور على اللاعبين و ما يُتقنون ، الأساس هو المدرب وافكاره وعلى الإدارة دعمه بذلك ، تماماً كما حصل مع "بيب" و "سيميوني" ، ومن بعده "كلوب" و البقية ،

أوروبياً ، ولأن هذا العصر أصبحت به البطولة الأوروبية شُغل الحديث الكُروي بعد أن كان كأس العالم هو الأساس ، للمُتفرجين و المُدربين و الإعلام ، حتى اللاعبين ،
خسر نهائيين ضد فريقين أصلاً لم يخسروا نهائيات إلا في بضع مناسبات ،
قبل ذلك ، اخرجه "برشلونة ، بيب" ، الخصم الأصعب في أوروبا وقتها ، وقبله "السير" ،

فترة الابيض و الأسود ، قبل النهائي ، من أخرج "اليوفنتوس" ؟! ، حامل اللقب "ريال مدريد" ، بين جمهوره وعلى ارضه ، وبعد ذلك ،
خسارة أمام "برشلونة" بـ سكواد اقل من الخصم بشكل كبير ، ومن يقول امتلك "اليوفنتوس" ، "بوغبا ، فيدال ، بيرلو" ، ارجوكم لديهم بالوسط "انييستا ، تشافي" وكانت صفتهم الناجحة من افض صُناع اللعب في الليغا "راكيتيتش" ، وكل هذا "نيمار" ، هل تذكرون من كانت أظهرة "اليوفنتوس" !! ، لا عليك ،
خسر "اليوفنتوس" المباراة ، حيثيات صغيرة كانت سبب تفوق الخصم ، و الخصم حصل على خماسية تاريخية ،

في النهائي الثاني ، بعد إخراج "برشلونة" و "موناكو" الذي كان مفاجأة البطولة بعد إخراجه لـ "بيب السيتي" ، واجه "ريال مدريد" ، الفريق الذي لعب نهائيين قبل هذا وانتصر ،
طالب الجميع "اليغري" بالظهور بشكل هجومي ، وفعلاً ، لعب "اليوفنتوس" أفضل أشواطه الأوروبية ، وشعر الجميع ان "اليوفي" قريب ،
فارق الخبرة واضح ، في وقت كان "ريال مدريد" الأقل حضوراً سجّل وتقدم ، حتى عندما تلقى هدف ، و بدأ الشوط الثاني بالتعادل ، دخل الفريق المباراة مُتسيداً ،
صديقي واخي القارئ ، هذه الأمور ليست تكتيكية ، ليست شجاعة و جُبن ، هذا حضور لاعبين لا يُمكن أن يُخلق الا بالخبرة ، بوضع اللاعب نفسه في هذا الموقف مرة ومرتين و ثلاثة ،
في النهائي الاول احتوت تشكيلة "اليوفي" على ثلاث لاعبين فقط لعبوا نهائي البطولة الأوروبية أقربهم في عام 2007 ، و في النهائي الثاني احتوت التشكيلة على ثلاثة لاعبين أيضاً ،
ضد فريق يمتلك 8 لاعبين لعبوا النهائيين بنفس الفريق ،

خسر الفريق بنتيجة كبيرة ، ببساطة لان "اليغري" لعب الأسلوب الذي لا يُتقنه ، فتوقف الفريق في وسط الملعب بلا أية ردة فعل ،
وهُنا يجب أن نذكُر ان "ماسيلميانو" ضعيف في مسألة ردة الفعل داخل المباراة الواحدة ، وهذا ما يذكره الجميع ، انه داهية في مباريات ، ذهاب - اياب ، لان هذا هو حال المدربين الذين يعتمدون على التكتيك بالمستوى الاول وليست جودة اللاعبين ،

ما حصل هذا الموسم هو سرح بسيط لما تحدثنا ، الجميع تحدث ان شكل هذا "اليوفي" هُجومي ، ويجب ان يلعب كرة قدم هُجومية ،
مع ان المدير الفني للفريق ، لا يُتقن هذا الأسلوب ، وهذه الأساليب في كرة القدم لا تُكتسب من دون قاعدة سابقة ،
لا تستطيع ان تقول لـ "بيب" دافع بأسلوب قريب من المرمى ، وان فعل سيسقط بشكل ذريع ، ورأينا مواجهة "ليفربول" الموسم الماضي مثلاً ،
لا تستطيع ان تقول لـ "سيميوني" هاجم بأسلوب الخط المباشر للمرمى ، ستشاهد تكرار لمباراته امام "دورتموند" في الذهاب ، او ان نجعل "ساري" يُدافع مثلاً ،
مع ملاحظة ان كل مباراة لها ظروفها و لا تُؤخذ النقطة بالتعميم المُطلق ،

تحدثنا فنياً كثيراً ، عما جرى في مباريات "اليوفي" الأوروبية ، وكيف كان اختيار الأسلوب سيئا ، سيقول شخص ، "اليوفينتوس" هاجم في اياب "الاتلتي" و انتصر ، صحيح ، لكن مع ملاحظة انه لعب بنفس الأسلوب ذهاباً ، استحواذ لكن مع اختلاف آنه يحتاج التسجيل ، لم يبحث عن التسجيل في الذهاب لكنه في الإياب بحث بشكل اكبر ، سؤال آخر لماذا لم يبحث عن التسجيل من الذهاب و خرج متأهلاً من هناك ، ببساطة لانه أسلوب و عقلية مدرب نشأ عليها ،
لا تستطيع ان تقول ، لو أن "بيب" هاجم في ذهاب "توتنهام" لتأهل ،
المدرب يقرأ المباراة وكيفية ادارتها ومن ثُم يطبق ما يريد وما يرى ، من الممكن ان تِصيب و أن تخيب ،

و خاصة دوري ابطال أوروبا ، ليست بطولة تحتاج لتكون متفوق بشكل اكبر على الخصم فنياً ، "ريال مدريد" عانى من تكشف أسلوبه في الموسم الماضي ، فلعب "زيدان" أسلوب مُضاد لحماية فريقه الذي اصابه الضعف ، و خرج مُنتصراً بغض النظر عن مُجريات الأمور الجدلية ،

لذلك ، "اليغري" ليس بالمُدرب الجبان لانه لا يلعب بأربعة مهاجمين من جناحين و مهاجمين ، بل لانه لا يُتقن ذلك ، وهو شُجاع لانه وقف امام ناديين يمتلكون احد عشرة لاعباً من الطراز الاول ، جميع الخطوط عندهم مُكتملة ، عكس فريقه ، الذي يمتلك لاعباً واحداً مثل "كروس" ، او "بوسكيتش" ،

من يتصيدون للجميع ، سيقولون ، "كلوب" أو "اياكس" فعلوها واطاحوا بهم ، الجواب مرة أُخرى هو أن "يورغن" يُتقن هذا الأسلوب ، تماماً كما أن "فالفريدي" لا يُتقن أسلوب الهجوم بالكُرة الشاملة فخسر الرهان ،

الشجاعة بلا إتقان هي انتحار و إن صابت في نوادر الأحداث ، لكن كرة القدم أساليب و مدارس ، المُبدع من يخرج عن النص و يتغير وهذا لم يحصُل في تاريخ اللُّعبة إلا قليل ،

لَهُ ما له ، و عليه ما عليه ، قدّم كرة قدم ممتازة في فترات و سقط في فترات أُخرى ، حاله كحال جميع المدربين ، يُحسب له ما قدم رُغم الظروف ، و عليه أنه لم يتصرف بشكل جيد في بعض الأوقات ،

"ماسيلميانو" ككُل الإيطاليين ، يُتقن ربطة العُنق ولا يعرف الكلام في المُؤتمرات الصحفية لأنه لا يعرف سوى الملعب فإمّا الخسارة أو الفوز ،




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :